تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم الجمعة جولة كيري الأخيرة للمنطقة، إلى جانب ضرورة أن تحذو المناطق الفلسطينية التي تئن تحت ضربات الاحتلال ومستوطنيه حذو قرية قصرة القريبة من نابلس في المقاومة والنضال. وقالت صحيفة (الخليج) إنه "سارع الكثير من المراقبين السياسيين بالحكم على جولة كيري الأخيرة بالفشل، لا يعرف أحد لم وضع هذا الوصف.. فقبل هذه الجولة كانت هناك جولات تسع أخرى.. فهل كانت تلك فاشلة.. وهل الحكم على فشل الأخيرة ينطلق من كونها أنهت الرعاية الأمريكية للمفاوضات.. في الحالتين الجواب كلا.. فالمفاوضات عملية متواصلة وليس التعثر في إحداها يعني فشلها إذ إن الدلالة القاطعة على النجاح أو الفشل هو في نهايتها وفي الغرض منها". وأضافت أن "الرعاية الأمريكية قائمة منذ سنوات وقد نجحت في المفهوم الأمريكي وربما في المفهوم الإسرائيلي، حيث كانت المواجهة قبل الرعاية الأمريكية واضحة بين الاحتلال والشعب الفلسطيني..وبعد الرعاية الأمريكية لم تعد بذلك الوضوح على الأقل بالنسبة إلى المجتمع الدولي وكذلك بالنسبة إلى أعباء الاحتلال"، مشيرة إلى أن الرعاية كانت ناجحة في أنها قللت من الخوف الأمني للكيان واستطاعت أن تخترق حصون المقاطعة العربية للكيان الصهيوني، وتحت الرعاية الأمريكية وغطاء المفاوضات استطاع الكيان الصهيوني أن يبتلع بالتدريج الأرض الفلسطينية التي كان من الصعب عليه ابتلاعها مرة واحدة. وأوضحت أن الحكم على نجاح المفاوضات يعتمد في النهاية على قدرتها على تحقيق الغرض من وجودها، فهل كان المقصود من المفاوضات هو الوصول إلى تسوية سياسية بالمعنى التقليدي.. كان واضحا أن ذلك لم يكن هدف إسرائيل ولم يكن هدف الإدارات الأمريكية .. فالكيان الصهيوني انطلاقا من عقيدته وتمعنا في سياساته العملية لم يكن ليرضى بوجود دولة فلسطينية تحمل الحد الأدنى من مقومات الدولة لأن ذلك يرعبه..والإدارة الأمريكية لم تكن جادة بالوصول إلى تلك التسوية قراءة في سياساتها تجاه الكيان الصهيوني وليس قراءة في منهجها فقط للوصول إلى التسوية من خلال المعايير القانونية الدولية ..فالكثير من حسني النية كانوا يتعجبون من المواقف الأمريكية التي كانت تزيد في مكافأة الكيان الصهيوني كلما اتخذ قرارات تنتهك الشرعية الدولية وكلما شن حربا تجعل التسوية أكثر صعوبة.. فمثل هذه المواقف لا يمكن أن تدلل على جدية في الرعاية التي توصل إلى تسوية حقيقية. وقالت (الخليج) لعل خير مثال على ذلك الموقف من سياسة الاستيطان التي أثبتت على مر الأعوام أنها تجهض أية تسوية، وكذلك طريقة استخدام الدعم العسكري والمالي.. فالولايات المتحدة حرصت بكل قوة على استخدام هذا الدعم مع البلدان الأخرى في ضوء رضاها أو غضبها إلا مع الكيان الصهيوني الذي كانت تتدفق إليه المساعدات كلما أوغل في انتهاك القوانين الدولية..فالفشل أو النجاح يعتمد على الهدف من المفاوضات". ومن جانبها، قالت صحيفة (البيان) تحت عنوان (قصرة.. دروس وعبر) إن "المقاومة الشعبية أحد أشكال النضال التي نجحت في كثير من مناطق العالم في مواجهة الاحتلال.. وعندما تذكر المقاومة الشعبية يتبادر إلى الذهن الزعيم الهندي الخالد المهاتما غاندي الذي واجه الاحتلال البريطاني لبلاده سلميا وكان له الفضل في تعميم نموذج المقاومة السلمية إلى أن تحررت بلاده من ربقة الاحتلال البريطاني الذي جثم على صدرها لردح من الزمن". وأضافت أن "هذا النموذج من المقاومة بدأ الشعب الفلسطيني بانتهاجه في انتفاضة الحجارة التي انطلقت عام 1987 من خلال انخراط غالبية الشعب الفلسطيني بشبابه وأطفاله ونسائه ومسنيه في مواجهة محتل غاشم بصدور عارية وإيمان عميق بالقضية الفلسطينية فكان لتلك الانتفاضة التي امتدت لنحو 7 أعوام الفضل في تدويل القضية الفلسطينية ووضعها على الأجندة الدولية وتعريف العالم بأنه ما زال هناك في أقاصي العالم بلاد محتلة تدعى فلسطين". وأوضحت أنه قبل أيام أعادت قرية قصرة القريبة من نابلس في الضفة الغربيةالمحتلة إلى الأذهان ذكريات هذه الانتفاضة بعد المشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام لثمانية عشر مستوطنا إرهابيا محتجزين في القرية بعد أن مارسوا عدوانا وعربدة على أهلها والقرى المجاورة خلال الأعوام الماضية حيث تم أسرهم خلال عدوان جديد لهم على القرية وذلك بتوحد الأهالي وتكاتفهم لمواجهة عربدتهم وإفسادهم حيث تم تلقينهم درسا لن ينسوه ولن يفكروا بعد الآن بالعودة لغطرستهم إلا كما العادة تحت حماية جنود الاحتلال. وأكدت أن المطلوب من المناطق الفلسطينية الأخرى التي تئن تحت ضربات الاحتلال ومستوطنيه أن تحذو حذو نموذج قصرة في المقاومة والنضال من خلال الوحدة والتكاتف وتشكيل لجان حماية ميدانية من الشبان للتصدي لعصابات المستوطنين بعد اليقين أن النداءات والتوسلات لن تجدي نفعا في درء خطر هؤلاء الإرهابيين ووقف عدوانهم الذي طال المساجد والكنائس والبيوت والحقول وكروم الزيتون والمركبات ولم تسلم منهم حتى المواشي وتتوقف إجراءات الاحتلال في كل حادثة على فتح تحقيق من دون أن يتم توقيف أي من الإرهابيين في أية حادثة.