ذكرت شبكة (سي بي إس) الإخبارية الأمريكية أن التنظيمات المتطرفة داخل سوريا هي من تستقطب المقاتلين الأجانب الوافدين إلى أراضيها للقتال في صفوف المعارضة المسلحة. واستشهدت الشبكة في سياق تقريرها الذي بثته على موقعها الإليكتروني بروايات العديد من الأشخاص أكدوا وقوع المقاتلين الأجانب في أيدي الجماعات والتنظيمات المتطرفة داخل سوريا ومن ثم يتم تجنيدهم للمشاركة في الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية السورية. وقالت عائشة ديلكين إن إبنها ويدعى "عمر" كان يبلغ من العمر 18 عاما عندما غادر موطنه الأصلي تركيا وهرب إلى سوريا في أغسطس الماضي بعد أن أخبر أصدقاءه أنه يرغب في السفر إلى خارج البلاد، لافتة إلى أن ابنها لا يمكنه حتى ابتياع الأشياء بنفسه ولا يعرف ما هي الحرب لكن أفراد تلك الجماعات أخبروه أنه سيكون شهيدا. وتعتقد ديلكين أن ابنها يقاتل إلى جانب إحدى الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة والذين يصفون أنفسهم دائما من خلال اللقطات المصورة بأنهم "منقذو الشعب السوري". وأجرت الشبكة لقاءات مع آخرين خلال جولة في أحد مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية، قال جميعهم إن مقاتلي جبهة النصرة "إحدى الفصائل المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة" والتي يتكون أغلبها من مقاتلين أجانب، يبذلون قصارى جهدهم لكسب ود الأشخاص هناك ويبدو أنهم يحققون نجاحا في مسعاهم ذلك والدليل هو اعتراف هؤلاء الأشخاص بامتنانهم للنصرة التي تقاتل ضد القوات الحكومية السورية التي تقصف بلداتهم ومدنهم. وقال رجل داخل المخيم للشبكة: "إن مجلس الأمن الدولي هو الإرهابي الحقيقي لأنه لم يساعدنا". وأشارت الشبكة إلى أنه عندما سيطر مسلحو المعارضة على مدينة الرقة في أغسطس الماضي، بدأوا في تطبيق أحكام تحت دعوى "انها احكام الشريعة الإسلامية" بصرامه وقاموا بإعدام العديد من الأشخاص ممن لديهم صلات بالحكومة السورية علنا أمام الجميع، ويقول محمد وهو أحد شهود العيان على ما حدث في الرقة "إن المتشددين طالبوا جميع النساء بارتداء الملابس السوداء وتغطية جميع أجزاء أجسادهن ما عدا أعينهن، وهو الأمر الذي أغضب البعض غير أن العديد أعجبهم ذلك، يمكنني القول إنهم تمكنوا من الفوز بالكثير من المعارك الميدانية ضد النظام السوري، وهو ما يجعل الكثير من المقاتلين الصغار يلتحقون بصفوفهم". ولم تتم دعوة جميع الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة إلى محادثات السلام بين الحكومة والمعارضة السورية والمقرر لها أواخر الشهر المقبل، فيما تهدد زيادة قوتهم بتقويض تلك المحادثات وهو الأمر الذي يظهِر المعارضة المعتدلة (المدعومة من قبل الولاياتالمتحدة) تبدو غير ذات صلة وغير مؤهلة أيضا للحديث بالنيابة عن المعارضة السورية وهذا بدوره يعني أن محادثات السلام قد لا تحقق الهدف المرجو منها.