ذكرت صحيفة /فاينانشيال تايمز/البريطانية اليوم "الجمعة" أن الربيع العربي تحول إلى صيف حار وطويل وأن ثمن إزالة عقود من الحكم الإستبدادي برهن أنه باهظ الثمن وأن الشباب العربي في الدول الأخرى بالشمال الأفريقى الذين سعوا إلى محاكاة أشقائهم اكتشفواانهم هم انفسهم باتوا محتجزين داخل دائرة من المعارك الطويلة والدامية مع المؤسسات الحاكمة في بلادهم. وأشارت الصحيفة فى سياق رصدها لآخر تطورات الربيع العربى إلى أن حركات الشباب معركة سوف يحتاج تقييمها إلى أعوام لأنه لا يمكن اصداراحكام صحيحة عليها فى غضون بضعة أشهر والمؤكد أنها سوف تشهد فترات متفاوتة تتأرجح بين النجاحات والإنتكاسات ، لحظات نشوة وانتصار وفترات من الإحباط بل وتطورات قد تؤدى الى حمل المحتجين السلاح مثلما حدث فى ليبيا التى تحولت فيهاالاحتجاجات إلى ثورة مسلحة فى مواجهة العنف الدموى من جانب السلطة الحاكمة . واكدت الصحيفة أنه من بين أبرز الملامح التى بدت واضحة مع ظهور أنظمة عربية جديدة الشباب الذي لا يعرف الخوف الذي كان الزخم الذى دفع حركات الشباب الوليدة التي تفتقر غالبا للتنظيم بالمقارنة مع الجماعات السياسية التقليدية سواء كانت إسلامية أو علمانية التى تسارع فى اغلب الأحيان إلى القفز على تلك الثورات. وأوضحت أنه من بين أهم مميزات حركات الشباب أنها مؤلفة من مجموعة من الأشخاص الذين يخوضون أول مغامرة سياسية لهم لذا من الصعب على الأجهزة الأمنية ملاحقتهم كما أن لديهم ذكاء تكنولوجي ووعي إعلامي ويتميزون أيضا باصرار أكثر بالمقارنة بالسياسيين التقليديين . وأعتبرت الصحيفة أن اغلبية الحكام العرب الذين واجهوا ثورات هم من بين أكثر الحكام جشعا للسلطة، وارتكاز صناعة القرار بين أيادي عائلاتهم ويأملون إمتداد حكمهم إلى أنجالهم . وتطرقت الصحيفة بصفة خاصة إلى الدور الذى اضطلعت به المؤسسات العسكرية بوصفها القوة التى ساندت ودعمت ثورات الشباب الذين تحلوا بالحماس والعزم وساعدتهم على التخلص من حكامهم وأن رفض الجيش في مصر وتونس إطلاق النار على المتظاهرين هو الذى وضع نهاية الرئيسين المصري والتونسي دون سعى تلك المؤسسات وراء اطماع اخرى سوى ضمان نجاح تلك الثورات حتى أن المجلس العسكري في مصر اكد واعلن مرارا رغبته التامة في العودة إلى ثكناته وتسليم البلاد الى حكم مدنى . وحثت الصحيفة على أنه ينبغى على الغرب الذى يخوض حاليا حالة من الدراسات لسياسات مقارنة وموازنة بين دعم الحركات الديموقراطية الجديدة أومساندة حلفائهم التقليديين في الحكومات العربية على التأنى والإنتظار وأن يعى جيدا أنه بالرغم من تصاعد وتيرة عدم الإستقرار في الشرق الأوسط إلا أن هيكل النظام العربي الجديد مازال في مرحلة التشكيل .