أعلنت المانيا عن بدء اجلاء رعاياها من جمهورية جنوب السودان، حيث بدأت مطلع الاسبوع الجاري اشتباكات مسلحة اثر محاولة انقلاب فاشلة. وقد توجهت طائرات القوات المسلحة الالمانية بالفعل اليوم الخميس 19 ديسمبر الى هذا البلد. وقالت وزارة الخارجية الالمانية انه "بتكليف من وزير الخارجية شتاينماير انشأت الخارجية مركز طوارئ نظرا للوضع الحالي في جنوب السودان، وقرر المركز بدء عملية اجلاء المواطنين الالمان من جنوب السودان. وندعو جميع المواطنين الالمان في جنوب السودان الى الاستعداد للاجلاء". وأفادت وسائل الاعلام الالمانية بأن رئيس اركان القيادة التنفيذية للقوات المسلحة الالمانية الجنرال خانس-ويرنير فريتز موجود في الجمهورية الافريقية بمنطقة تشهد معارك، وقد جاء على رأس وفد من 10 اشخاص في زيارة تفقدية الى جنوب السودان حيث هناك قوات المانية مرابطة ضمن قوات حفظ السلام الدولية هناك. وقالت وسائل الاعلام ان الجنرال لا يستطيع في الوقت الراهن الخروج من الجمهورية. وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا قد اعلنتا سابقا عن اجلاء دبلوماسيهما من العاصمة جوبا ومناطق الاقتتال. المتمردون يسيطرون على بلدة بور ودول افريقية تبادر بوساطة لانهاء القتال في غضون ذلك بدأت القوات الحكومية بجنوب السودان الخميس محاولة للاحتفاظ بمواقعها في بلدة بور شمال العاصمة التي تشهد معارك ساخنة في صراع يتجه للاتساع ويهدد بتقسيم الدولة الوليدة على اسس عرقية، وهو ما دفع بدول شرق افريقيا الى القيام بمبادرة للوساطة بين الاطراف المتحاربة. وتوجه عدد من وزراء خارجية دول شرق افريقيا الى جنوب السودان اليوم بهدف الوساطة لانهاء القتال. وقال وزير الاعلام في الجمهورية مايكل مكوي لويث ان "القوات المتمردة هاجمت بلدة بور مساء امس، وتمكنت من السيطرة على معظم البلدة، بينما القوات الحكومية تقاوم"، مشيرا الى ان الاشتباكات استمرت خلال الليل وصباح الخميس. وأسفرت خمسة أيام من القتال بين جنود موالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار من قبيلة النوير وقوات رئيس جنوب السودان سيلفا كير، وهو من قبيلة الدنكا، اسفرت عن مقتل 500 شخص واصابة 800 آخرين. مشال لا يريد أن يتفاوض مع كير إلا على شروط رحيله من منصب الرئاسة هذا ودعا نائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار في حديث لإذاعة "RFI" الفرنسية، دعا الجيش السوداني إلى إسقاط الرئيس سيلفا كير، مشددا على أن ما يريد أن يتفاوض عليه مع كير هو شروط تنحيته عن السلطة. وقال مشار: "أدعو حركة تحرير السودان (الحاكمة في جنوب السودان) وجيش تحرير السودان (القوات المسلحة لدولة جنوب السودان) إلى إسقاط كير من منصب رئيس الدولة. وإذا كان يريد التفاوض على شروط مغادرته الحكم، فنحن موافقون. لكن يجب عليه أن يرحل لأنه لم يعد يستطيع الحفاظ على وحدة شعبنا، إضافة إلى أنه قتل الناس كذباب ويحاول تأجيج حرب عرقية".