وجهت صحيفة "هاآرتس" انتقادات شديدة لرئيس حكومة اليمين في إسرائيل بنيامين نتنياهو واتهمته بأنه يوظف "التهديد الإيراني"، المتمثل بتطوير البرنامج النووي، من أجل صرف الأنظار عن سياسة الاستيطان وتكريس الاحتلال، وانتقدت الصحيفة أحزاب اليسار والوسط المعارضة المنشغلة في قضايا داخلية واجتماعية ولا تتعامل مع القضية الفلسطينية. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الأحد إن نتنياهو وبمساعدة وزير الدفاع إيهود باراك "نجح في توظيف التهديد الإيراني لعملية صرف أنظار عن سياسة الاستيطان وتكريس الاحتلال، وهو يستغل انشغال رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما في الحملة الانتخابية الرئاسية". وأشارت الصحيفة إلى محادثات عمان بين إسرائيل والفلسطينيين والتي جرت منذ بداية الشهر الحالي وعلى ما يبدو أنها انتهت بحلول 26 يناير الحالى بسبب رفض إسرائيل تقديم موقفها خطيًا حيال قضيتي الحدود والأمن وادعائها بأنها ستقدم هذا الوقف بعد شهرين. وقالت الصحيفة إن "الموعد النهائي الذي وضعته الرباعية الدولية أمام إسرائيل والفلسطينيين لطرح موقفيهما حيال قضيتي الأمن والحدود، في 26 يناير، مرّ وكأنه لم يكن، وأوشك مسار الرباعية الدولية، الذي كانت غايته إعادة الجانبين من حلبة المصارعة في الأممالمتحدة إلى طاولة المفاوضات، أن ينضم إلى آبائه المحتشدين في مقبرة الفرص المهدورة". وشددت الصحيفة على أن "المواقف العامة التي طرحها نتنياهو الأسبوع الماضي أمام الفلسطينيين بواسطة مبعوثه المحامي يتسحاق مولخو في محادثات الأردن، هى محاولة شفافة لتمهيد الأرضية لإلقاء مسؤولية الفشل ونتائجه على الجانب الفلسطيني". ورجحت الصحيفة أن "نتنياهو يعلم أن رفضه طرح خريطة تستند إلى حدود الرابع من يونيو العام 1967 وإلى اقتراح واقعي لتبادل الأراضي هو وصفه لاستمرار الجمود في المفاوضات". وأضافت أن "كل عاقل يدرك أن مقترحًا إقليميًا يقل بحجمه ونوعيته عن مقترحين طرحهما رئيس0ا وزراء إسرائيليين، إيهود باراك وايهود أولمرت، أمام الفلسطينيين محكوم عليه بفشل سياسي وتدهور أمني، والأمر المقلق هو أن العملية السياسية التي غايتها ضمان وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية تم دفعه إلى هامش النقاش السياسي والإعلامي". وانتقدت الصحيفة أحزاب الوسط واليسار التي "تبنت سياسة انفصال أحادية الجانب عن القضية الفلسطينية، فحزب كديما منشغل بصراعات داخلية وحزب العمل يركز على المجال الاجتماعي والإعلامي الإسرائيلي الذي أعلن دخوله للحلبة السياسية يائير لبيد قرر أن السلام هو موضوع للحالمين". وخلصت الصحيفة إلى أن "شهادة وفاة المفاوضات على أساس دولتين للشعبين هى شهادة فقر للمجتمع المدني الإسرائيلي ويصعب فهم كيف سقط المجتمع الإسرائيلي ضحية لصرف أنظار إجرامي من جانب قيادة قومية – دينية ولعجز المعارضة غير المسؤولة".