دار نقاش حاد قبل بدء جلسة اليوم بين فريد الديب، محامي مبارك، وخالد أبوبكر، محامي أسر الشهداء، استمر لمدة طويلة، لام الطرفان بعضهما وتعاتبا على بعض الألفاظ الخارجة، واستمع له العديد من المحامين من الطرفين، حيث استغرق الديب في شرح دفوعه التي رواها في مرافعته عن مبارك؛ قائلا: "إن مبارك مازال رجلاً عسكريًا"، ولام على أبوبكر أنه انتقده في تصريحات له بالأمس، ورد عليه أبوبكر أنه سيرد بالشكل الموضوعي أمام المحكمة على كل ما أتى به الديب. كما لام أبوبكر فريد الديب لاستخدامه بعض الألفاظ والعبارات التي لا ترقى إلى أدبيات المرافعة، لا سيما وأن الديب أفرد في بداية مرافعته جانبًا كبيرًا للحديث عن أدبيات المرافعة للنيابة العامة. كما ذكر أبوبكر أن تلاميذ المرحوم المستشار يحيى الرفاعي اتصلوا به وتضايقوا تمامًا من أن الديب استشهد ببعض عبارات قطعت من سياق حديث ليحيى الرفاعي، وجهه لمبارك في مؤتمر العدالة عام 1986، وأنهم سلموا أبوبكر نص خطاب استقالة الرفاعي من القضاء والمحاماة اعتراضًا على إفساد مبارك للعمل القضائي.
واعترض أبوبكر على أن الديب تعمد وصف العقيد طارق مرزوق، الذي قام بعمل التحريات ضد مبارك، عندما قال عنه أكثر من مرة أنه رجل كذاب، كما سأل أبوبكر الديب عن السبب وراء إفراد الديب في مرافعته ساعة وعشر دقائق كاملة لتصفية حسابات مع الصحفي ياسر رزق، بعيدًا عن موضوع الاتهام، ورفض أبوبكر الرد قائلاً إنه لن يرد إلا أمام المحكمة، ولم يخل الموقف من ألفاظ الديب، التي علق عليها أبوبكر قائلاً:" لا تنسى أن هناك شباب المحامين، يستمعون إليك، ولا يليق أن تتلفظ بمثل هذه الألفاظ أمامهم".
وانتهى اللقاء بموقف طريف؛ عندما ذكر أبوبكر الديب أنه قال أمام المحكمة إن سرواله يتساقط منه أثناء المرافعة، فأنكر الديب ذلك، ثم عاد وتذكره معللاً أنه فوجئ بذلك أثناء المرافعة، والطريف أن نفس الأمر تكرر أيضًا مرة ثانية في مرافعة الديب أمام المحكمة اليوم، وقام باستعدال سرواله أثناء المحاكمة ناظرا إلى خالد أبوبكر بابتسامة لاحظها الجميع.