عززت مخاوف الاستهداف التي لوحت بها ائتلافات سلفية متشددة من إلغاء الاحتفالات المتوقع إقامتها من قبل الشيعة المصريين في مسجد الإمام الحُسين وسط (القاهرة) اليوم الخميس احتفالاً بذكرى يوم عاشوراء. مراقبون حذروا من تكرار مشهد قتل أربعة من الشيعة على رأسهم الداعية الشيعي حسن شحاته ونجليه واثنان من مرافقيه في قرية (أبوالنمرس) محافظة الجيزة أواخر يونيه الماضي، حينما قرروا إقامة حسينية احتفالاً بليلة النصف من شعبان في إحدى منازل القرية فتصدى لهم الأهالي. كانت ائتلافات شيعية قد دعت عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) إلى الاحتشاد في مسجد الإمام الحسين اليوم الخميس لإقامة مجالس العزاء، وهي عبارة عن حلقات لقراءة القرآن، وتلاوة بعض قصائد الرثاء والدعاء، الأمر الذي قابلته ائتلافات سلفية بالوعيد حال إقامة تلك الاحتفالات، فمن جانبه، أكد ائتلاف "الصحب والأل" تصديه لتلك الاحتفالات ومنعه إقامتها، مطالبن من وزارتي "الأوقاف والداخلية" منع تلك الاحتفالات. القيادي الشيعي محمود جابر أكد عدم تنظيم أي شخصيات شيعية معتبرة قادرة على الحشد لأي من مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء، موكداً "للمشهد" أن القرار كان بعدم تنظيم أي مظاهر للاحتفال بسبب الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد نتيجة العمليات التي تتبناها تنظيمات إرهابية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيمات وهابية متشددة، موضحاً أن القانون كفل حرية ممارسة الشعائر للجميع، مضيفاً: "التوقيت الزمني والمكاني العامل الأساسي وراء عدم تنظيم الاحتفالات". نفي تنظيم أي فاعليات أكده كذلك رئيس جميعة "أهل البيت" الشيعية سالم الصباغ، مؤكداً "للمشهد" أن قيادات شيعية اجتمعت وقررت أن يكون الاحتفال والزيارات للعتبات المقدسة فردية وليست جماعية خشية من إقاع الأذى بهم من قبل المتشددين، نافياً ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن تنظيم احتفالات بمسجد الحسين، أو إقامة أي حسينيات في بيت أحد قيادات الشيعة. من جانبه انتقد منظر مراجعات الجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم إصرار الشيعة إقامة احتفالاتهم بيوم عاشوراء، مشيراً في تصريحات "للمشهد" إلى أن تلك الاحتفالات احتقار مخل لسيرة الصحابة خاصة وأن هناك من الصحابة من هو أعرف قدراً ومنزلة من الإمام علي ويتم التنكيل بهم مثل الإمامان أبوبكر وعمر، فضلاً عن الطقوس التي تمارس في تلك الاحتفالات من لطم للخدود وشق للجيوب ما يشوه من صورة الإسلام، وأضاف: "ليس من المناسب أن تحتفل أقلية من الشيعة بطقوسهم في أكبر البلاد السنية في العالم ما يزيد من حالة الاحتقان وما يتبعة من أعمال عنف ربما تصل في بعض الأحيان إلى حد التفجيرات مثلما يحدث في العراق". كانت وزارة (الأوقاف) قد قررت اليوم أغلاق مسجد الحسين في غير أوقات الصلاة منعاً لإقامة أي طقوس فيه من قبل الشيعة.