اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم بالسجال بين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وبين زعيم تيار المستقبل رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري بعد ظهور نصر الله في ختام الاحتفالات بذكرى عاشوراء أمس وهجومه على المملكة العربية السعودية ورد الحريري عليه. وتحت عنوان نصرالله يُدافع عن التفاهم الإيراني - الغربي الحريري : قالت صحيفة النهار اللبنانية إن الكلمة التي ألقاها الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عشية احياء ذكرى عاشوراء اتخذت بعد تجاوز الاطار الداخلي ليحدد بوضوح موقفه من المفاوضات الغربية – الايرانية ومنطق التسوية الذي غالبا ما كان يرفضه مما يشير إلى دفع إيراني نحو التسوية. وأضافت أنه لمرة نادرة وربما الاولى من نوعها بدا نصرالله مدافعا بقوة عن التفاهم الغربي – الايراني الى حد تحذيره من ان البديل منه هو الحرب. وإمعانا في التبشير بالاتفاق المحتمل في المفاوضات النووية بين الغرب وايران، ذهب نصرالله الى صياغة معادلة مفادها ان الحزب والمحور الذي يرتبط به سيكون أقل الخاسرين من الحرب فيما سيتمكن في المقابل في حال تحقيق التفاهم من تعزيز موقعه وعدم خسارة اي مكاسب "وسنكون اقوى بعد الاتفاق". ووفقا للصحيفة فقد توقعت مصادر قريبة من "حزب الله" ان تتسم المشاركة الشعبية اليوم في إحياء ذكرى عاشوراء بكثافة كبيرة في ضوء الدعوة التي وجهها نصرالله الى تحدي الاخطار الامنية وعدم استفزاز احد في هذه المناسبة. كما ان مصادر معنية قالت ل"النهار" ان الاجراءات الامنية ستبلغ ذروتها اليوم لحماية المناطق التي ستقام فيها المسيرات العاشورائية ولا سيما منها الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض مدن الجنوب والبقاع. وأشارت الصحيفة إلى حدوث رد فوري على نصرالله أصدر المكتب الاعلامي لزعيم تيار المستقبل سعد الحريري من خلال بيان وصف فيه مواقف نصر الله بأنها "أضغاث احلام" . من جانبها ، قالت صحيفة السفير إن نصر الله حضر شخصيا في مجمع «سيد الشهداء» في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، على بعد أمتار قليلة من مكان انفجار السيارة المفخخة في الرويس قبل فترة، في إصرار على تحدي المخاطر الأمنية برغم ارتفاع منسوبها مؤخراً، وهي النقطة التي جعلته يدعو إلى أوسع مشاركة في مسيرات عاشوراء، اليوم، معتبراً أن «الخطر والتفجيرات وسفك الدماء والسيارات المفخخة لن تحول بيننا وبين حسيننا».حسب قوله واعتبرت أن هناك نوعاً من «فائض الثقة» لدى قيادة «حزب الله» بالمعادلات الكبرى التي يشارك الحزب في صنعها، وبمسار التطورات الميدانية في سوريا، ومسار التحولات الدولية والإقليمية على إيقاع المفاوضات بين إيران والقوى الدولية، ومنتقدا «قوى 14 آذار» لأنها تراهن على متغيرات تأتي من الخارج وعلى حلفاء يخذلونها ويبيعونها دائماً. ورأت الصحيفة أنه كان حريصا على الإشارة الى عدم وجود أي نية للمساس بالثوابت اللبنانية، إذ قال «لا أحد يستطيع إلغاء فريقنا ونحن لا نريد إلغاء الفريق الآخر». واعتبر ان «معادلة لبنان الواقعية تقتضي أن نعترف بالشراكة والتعاون والتواصل». وأضاف: «الواقع يقول ان هناك فريقين في لبنان ولا خيار امامهما في لبنان سوى التعاون لرسم معالم المستقبل». ووجه نصرالله اتهاماً صريحاً للسعودية بأنها هي التي طلبت من فريق «14 آذار» عرقلة تشكيل الحكومة، مرة في انتظار التطورات في سوريا، ومرة أخرى في انتظار المفاوضات الدولية مع إيران. حسب زعمه من جانبها، قالت صحيفة المستقبل ، لقد أخفق الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في إخفاء توتّره الشديد، على مشاهدي خطابه أمس. وأضاف أن نصرالله هو من أغرق نفسه بدم الشعب السوري لحساب إيران، في الوقت الذي تجلس فيه الى طاولة المفاوضات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويشعر بقوّة أنّ العالم يتغيّر من حوله. واعتبرت أن اللبنانيين "يتفهّمون" قلق نصرالله ومخاوفه، لكن ليس إلى حد أن يصاب بحال من الهستيريا، يطلق خلالها كلاماً جنونياً، لم يسلم منه الشعب السوري والمملكة العربية السعودية ونصف الشعب اللبناني. على حد قول الصحيفة ورأت أن نصرالله، بظهوره وخطابه، يحكم على نفسه بأنّ طريقه مسدود مسدود، ولن يصل إلى أي مكان.