قال عضو بعثة المراقبين العرب إلى سوريا الجزائري أنور مالك، إن التقارير التي قدّمها المراقبون العرب حول سوريا زوّرت وهى غير تلك التي وصلت إلى الجامعة العربية. وأوضح مالك في حديث مع صحيفة "الشروق" الجزائرية نشر اليوم الخميس، أنه وزملاءه المراقبين كانوا يقومون بإعداد تقارير تصور ما وجدوه فعلاً في شوارع سوريا، وكذا شهادات من سكان تلك الأحياء، غير أنهم فوجئوا بتقارير تصل للجامعة غير التي أعدّوها، مضيفًا أن رؤساء الفرق التي كلفتهم الجامعة العربية بقيادة أعضاء البعثة هم من كانوا يزورون التقارير. وانتقد مالك رئيس بعثة المراقبين الفريق الدابي، قائلاً "إنه يريد أن يمسك العصا من الوسط، حتى لا يغضب السلطة أو يغضب أي طرف آخر"، معتبرًا أن "الدابي رجل نظام وكان يتعشى مع الضباط السوريين وليس مراقبًا مستقلاً". وقال "إن المناطق التي زارها لم تسحب أي آلية عسكرية منها، على عكس ما ورد في تقرير لجنة المراقبين الذي قدم للجامعة العربية"، معتبرًا أن "استمرار بعثة المراقبين لن يأتي بنتيجة، وعملها كان بمثابة مسرحية فشلت في شوارع سوريا"، واصفًا في الوقت نفسه "البروتوكول بالميت والذي يبتعد كل البعد عن الواقع". وعن محاولة الاغتيال التي قال إنه تعرّض لها مع زملائه، تحدث مالك أنها تعود تفاصيلها ليوم الاثنين الماضي حين كان يهم هو وعدد من المراقبين لمغادرة حمص متجهين إلى دمشق "حيث نُقلنا في سيارة من حمص إلى دمشق في طريق بجوار بابا عمرو، وبالرغم من وجود طريق آخر يوصل إلى دمشق مباشرة، إلا أن السيارات مرّت على هذا الحي حتى يوهمنا النظام بأن أهل بابا عمرو والجيش المنشق هم من أطلقوا علينا النار، بالرغم من أن هذا الأخير بعيد عن تلك المنطقة". وأضاف أن الطريق الذي سلكوه كانت به "نقاط عسكرية كثيرة والقناصة والشبيحة متواجدون في كل مكان، فلا الجيش الحر ولا المواطنين قريبون من المكان الذي تعرضنا فيه لمحاولة الاغتيال"، مؤكدًا أن "النظام هو من دبّر العملية وخطط لها". وقال مالك إنه وعددًا من المراقبين تحدثوا مع أستاذ جامعي بعد الحادث وقال لهم إنه "تم تحضير القناصة وشاهدهم بعينه من مكتبته قبل مرور السيارة التي كانت تقل أفراد هذه البعثة بحوالي ربع ساعة". واتهم نظام الرئيس بشار الأسد باستغلال البعثة وتضليلها، وقال "إن غرفنا كانت مراقبة بكاميرات في كل مكان"، دون أن يستبعد أن يقوم النظام السوري بنشر قصص عنه على الانترنت،أو حتى نشر مكالماته الشخصية مع عائلته والتي أجراها أثناء تواجده بسوريا. وعن المشاهد التي رآها في سوريا، قال مالك إنه رأى بالمناطق التي زارها، خلال مكوثه أسبوعين في حمص وعدد من المناطق والأحياء الأخرى "مشاهد مروعة في كل من بابا عمرو، الخالدية، باب السباع". وقال "إن الوضعية مماثلة لباقي المناطق" مشيرًا إلى أن "النظام السوري أصبح يقتل أفرادًا من الأطراف الموالية لتضليل عمل المراقبين". كما أشار إلى أن "العائلات زودتهم بفيديوهات وصور وشهادات حية عن اعتقال ذويهم من قبل الأمن السوري، وتعذيب أبنائهم، وصور وفيديوهات عن جثث لمتظاهرين قتلوا أثناء التعذيب تم نزع جلودهم عن أجسامهم". وعن انسحابه من البعثة، أوضح مالك أنه قرر الانسحاب منها حين تأكد من أنه "أصبح يخدم النظام ولا ينتمي لهيئة مستقلة تراقب الأوضاع لحماية السوريين".