تباينت ردود أفعال الأساتذة الجامعيين حول تعديل "نظام القبول بالجامعات" الذى أقره، من قبل، الدكتور هانى هلال، الوزير السابق، خاصةً وأن عددا من مستشارى الوزير السابق والذين يرجع إليهم الفضل فى هذا المشروع مازالوا موجودين حتى الآن بالرغم من تخفيض مكافآتهم للنصف مما يشى باستمرار جزء كبير من السياسات السابقة. كان الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى السابق، قرر تعديل نظام القبول بالجامعات فى السابق بناءً على مشروع تم إعداده والانتهاء منه فى منتصف عام 2010، ليبدأ العمل به اعتبارًا من عام 2014 بعد تطبيق نظام الثانوية العامة الجديد فى العام الحالى ولكن تم وقف المشروع عقب خروج هلال من الوزارة إبّان ثورة يناير. يعتمد مشروع "هلال" على عقد امتحان سنوى لطلاب الثانوية العامة فى المواد الأساسية وهى اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والتربية القومية، والتربية الدينية وذلك بعد اجتياز الطلاب امتحان التقويم الشامل على أن تصحح وزارة التربية والتعليم الاختبار كما يحدث الآن ولكن يتم إضافة اختبار للمواد المؤهلة للقبول بالجامعات وتقوم وزارة التعليم العالى بتصحيحها ويحتسب للطالب نسبة 50% للاختبارات التقليدية لطلاب الثانوية العامة إلى جانب 50% للاختبارات المؤهلة والتى يطلق عليها اختبارات القدرات، مع استمرار تحديد حد أدنى للقبول عن طريق مكتب التنسيق. وتتحدد المواد المؤهلة بحسب الكلية التى يرغب الطالب فى الالتحاق بها حيث لن يكون طالب المواد الأدبية مضطراً لدراسة أى مادة علمية فى الثانوية العامة وكذلك لن يدرس الطلاب الراغبون فى الالتحاق بالكليات الطبية مواد الرياضيات. وتقول الدكتورة لميس جب عميد كلية الطب القصر العينى سابقا، إن نظام القبول بالجامعات الحالى فاشل وعقيم، حيث لا تكفى الدرجات كوسيلة لتقييم الطالب المؤهل للدخول لكليات الطب، كما اعترضت على نظام القبول الذى كان من المقرر تطبيقه العام بعد القادم معبرة عن رفضها لطريقة اختبارات القدرات حيث قالت لابد من وجود عدد من المعايير فى اختيار الطلاب لكلية الطب منها قدرتهم على الابتكار واحتمال رؤية الدم لساعات طويلة، وكذلك يجب توافر معيار الرغبة فى الخدمة العامة وعدد كبير من المعايير التى يجب حسابها بدقة إلى جانب إجادة اللغة الانجليزية. وعلق الدكتور محمد كمال، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة بنى سويف، بأن أى تغيير فى نظام القبول بالجامعات المصرية دون تغيير نظام الدراسة للمراحل الأساسية والثانوية العامة يعد تضييعا للوقت وترقيعا للنظام التعليمي، مشددا على ضرورة تغيير النظام التعليمى برمته فى أقرب وقت. ويرى الدكتور عمر السباخي، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، أن الوقت الآن غير مناسب تماما للحديث حول نظام القبول بالجامعات حيث إن الوزير الحالى فى وزارة انتقالية فلن يسمح الوقت المتبقى بدراسة مشروع هام كهذا كما أن هناك قضايا أكثر إلحاحا من تغيير نظام القبول. وأضاف أن المشروع بحاجة إلى اقتناع جماهيرى ومناقشة ومعرفة تامة من أولياء أمور الطلاب، مؤكدًا على أن الحديث حول نظم تغيير القبول بالجامعات مجرد "فرقعة إعلامية" للشوشرة فقط . وحول نظام القبول المطروح للنقاش قال إن النظام الحالى يشبه كثيرا نظام هلال، مبديا اعتراضه على إجراء اختبارات داخل الكليات، حتى لا يفتح الباب أمام المحاباة وعدم الموضوعية كما أن التطبيق غير واقعى لأن كل كلية ترغب فى التميز ستعتمد اختبارات قاسية وستختلف اختبارات كليات الطب مثلا من القاهرة للمنوفية. وأشار إلى أن النظام الحالى بالرغم من مساوئه إلا انه يرسخ مبدأ تكافؤ الفرص.