انطلقت مساء اليوم أولى فعاليات "المنامة..عاصمة الثقافة العربية" للعام 2012م، التي اتخذت هيئة خطاب فني وسماعي يتناول تجربة الجماعة والمؤسسات في مجال الفن التشكيلي والممارسات الإبداعية. حيث شارك جيمس كوش مدير الترويج بمؤسسة بايلر الفنية بمختبر فني سردي يتحدث فيه عن منجزات هذه المؤسسة ودور التجمعات التنظيمية في دعم الثقافة والترويج للفنون لدى العامة بحضور عدد من المهتمين بالمجال الفني وأهمية التشكيل في تطوير الثقافة البصرية وخلق توجهات جمالية متجددة ومعاصرة. وقد تناول كوش في بداية محاضرته تاريخ مؤسسة بايلر والاتجاه العفوي البسيط الذي مارسته من خلال جمع عدد من المقتنيات والأعمال الفنية في مجالي اللوحة والنحت منذ ثمانيات القرن الماضي، وكيفية استحداث مسار مختلف عبر تجربة جديدة تمثل في تكوين تنظيم آخر يتحرك بصورة سريعة ويتّبع استراتيجيات واضحة في اتجاه تعميم الفن وإشراك الآخرين. وفي وقت لاحق من التجربة، توسّعت القاعدة العملية لتشمل تنظيم معارض مختلفة والمشاركة في الأعمال المتحفية وإقحام الفن من خلال الممارسة وورش العمل وإنشاء أعمال جمالية وجذابة في الشوارع والمحطات المهمة في المنطقة لجذب الأبصار وخلق ألفة وحميمية في مجال الفن. وأوضح كوش أن ورش العمل تهدف إلى تعميم الثقافة التشكيلية وجعلها متاحة، عبر ورش عمل تعليمية وأساسية تستهدف الأطفال والمراهقين لتدريبهم على الأدوات الفنية وتهيئة أجيال لاحقة من الفنانين والمتذوقين للفن على أسس علمية وحسية. وأشار السيد كوش إلى رؤية المؤسسة بالقول: "نتطلع حقًا إلى تعميم الثقافة ونشرها في الأوساط العادية وعدم حصرها في النطاق النخبوي"، مؤكدًا: "قد لا يمكننا جذب عموم الناس لحضور المعارض والمشاركة فيما نقوم به، لكن إقحام العمل الفني في المساحات العامة يجبر المارة والعابرين على تأمل الفن وتذوقه". وأكّد في حديثه أن الأعمال الفنية في معظمها ترتكز على الحداثة والمعاصرة وتدفع بالرؤية إلى استحداث أنماط جديدة ومغايرة، مبينًا أن العمل الفني الحديث يعود إلى العشرينات من القرن الماضي وحتى الستينات من خلال أعمال بيكاسو ومونيه وفان جوخ وغيرهم.
كما نوّه كوش إلى أن الفن التشكيلي لا ينحصر في إطار اللوحة أو المنحوتة كما قد يتصوّر البعض، بل يتعداه إلى الأداء الفني والعمل الموسيقي والفنون الكلاسيكية الأخرى، وهو ما تسعى مؤسسة بايلر إلى تفعيله في إطار الترويج للثقافة البصرية. وباعتباره عضوًا في لجنة التحكيم في معرض البحرين السنوي الثامن والثلاثين للفنون التشكيلية قال كوش: "الأعمال الفنية البحرينية أدهشتني، ومعظمها تعتمد الحداثة والمعاصرة في قوالبها، وتكشف عن موجة فنية جميلة جعلت عملية اختيار العمل المميز صعبًا".