رفض عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل للرئاسة مبدأ الخروج الآمن لأركان النظام المخلوع مشددا علي ضرورة محاسبة كل من تلوثت يده بدماء المصريين وأموالهم واستبعد تمسك "العسكر" بالسلطة معتبرا أن الحديث عن ذلك "إهانة" للمؤسسة العسكرية المصرية مستبعدا تكرار سيناريو52 وأكد ابو الفتوح المرشح أن "رئيس الدولة موظف خادم للشعب، وكل مسئول في الدولة من اعلى سلطة إلى أصغر واحد يجب ان يكون خادما للوطن والمواطنين فهذا شرف عظيم يعرف قدره الوطنيون المخلصون". وقال ابو الفتوح - خلال لقائه بأعضاء الجالية المصرية في الرياض الليلة الماضية - إن الثروة البشرية أعظم ماتملكه مصر وأن المصرى يخرج أعظم مافيه في أجواء الحرية والكرامة وقد مرت عليه سنوات قاسية حتى انفجر في 25 يناير ليزيح عن صدره ركام الفساد والاستبداد، لكى يكون له دور ايجابى في خدمة وطنه ويستعيد ولاؤه وانتماؤه لمصر. واكد أن شباب الثورة مازال يقدم التضحيات من أجل الحفاظ على روح الثورة وعدم الخروج بها عن مسارها ولولا تضحيات هذا الشباب العظيم ما كانت الانتخابات البرلمانية التى وصفها بأنها قدمت للعالم نموذجا رائعا عن رقى وتحضر الشعب المصرى وقدرته على ممارسة الديمقراطية الحقيقية بنسبة مشاركة تعد من أعلى النسب فى العالم وأن الجيش المصرى مؤسسة وطنية 100% قادرة على السيطرة على الامن وتأمين الانتخابات تحت اشراف القضاء المصري الذى أدار الانتخابات بكل شفافية ونزاهة وفقا للمعايير الديمقراطية الدولية. ودعا ابوالفتوح إلى بث روح التفاؤل والثقة وعدم السماح بتسرب روح اليأس والاحباط إلى نفوس المواطنين عامة والشباب على وجه الخصوص، مؤكدا أن مصر دولة غنية بثرواتها وعقولها وأبنائها غير أن ثرواتها كانت منهوبة لصالح النظام المخلوع الفاسد واركانه. وقال إنه يفضل نظام الحكم المختلط لمصر في المرحلة الحالية بحيث يتم توزيع بعض سلطات الرئيس بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لان الاخذ بالنظام البرلمانى يكرس السلطات في يد حزب أوقوة بعينها في وقت لم تنضج فيه باقى الاحزاب الوليدة، كما أن الاخذ بالنظام الرئاسي يعيد ديكتاتورية النظام البائد وحذر الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية من أن اعداء مصر يمارسون ضغوطا على القائمين على السلطة من أجل العمل ضد مصالح الوطن وهذا ديدن اعداء مصر باستمرار لكن المهم أن لايستجيب القائمين على السلطة لهذه الضغوط ويعيدون توجيهها لما فيه مصلحة الوطن والمواطن. وندد بقتل المتظاهرين والمعتصمين السلميين في "ماسبيرو" و"محمد محمود" و"القصر العينى" وقال إن مهمة الامن هو حماية المتظاهرين السلميين وليس قتلهم ومن يخطىء من المتظاهرين او المعتصمين يتم اعتقاله ومحاسبته امام قاضيه الطبيعى وليس قتله او سحله. وشدد على ضرورة التفريق بين شباب الثورة الذين ضربوا اروع الامثلة في التضحية والفداء من اجل حرية وكرامة مصر وبين "تنظيم البلطجية" الذى أسسه النظام البائد وانفق عليه المليارات المسروقة من اموال الشعب. وقال إن "تنظيم البلطجية" مازال يعمل لافساد الثورة وبذر بذور الكراهية بين مختلف فئات الشعب وبين شباب الثورة، وحمل "تنظيم البلطجية" مسئولية حرق المجمع العلمى والاعتداء على منشآت ومرافق الدولة. وحذر من القذف الاعلامى ضد الثوار احيانا وضد الاسلام احيانا اخرى بمزاعم مختلفة لاشعال حروب سياسية تثير الفرقة والاحقاد بين المصريين،مؤكدا أن الشعب هو الذى اختار من خلال انتخابات حرة نزيهة من سيمثلونه في البرلمان القادم، غير انه رفض اغلاق أى جريدة أو قناة فضائية إلا بأمر قضائى وليس بإجراء أمنى، مشيرا إلى أن القضاء المستقل النزيه صمام أمان يصون اعراض الناس. وقال ابو الفتوح إن الشعب إذا كان قد اختار الاسلاميين فإنما اختارهم ليكونوا في خدمته وخدمة مصر وليس لكى يعلموه القيم أو الدين، مؤكدا انه لا يستطيع أى حزب أو قوى سياسية أن يعيد تخريج هوية مصر وشعب مصر الثابتة منذ فجر التاريخ "مصر الحضارة الاسلامية والقيم والمبادىء الاصيلة". واستبعد ابو الفتوح تكرار سيناريو 52 عندما سيطر العسكر على السلطة، واعتبر أى كلام عن بقاء المجلس العسكرى في السلطة "إهانة لهذه المؤسسة الوطنية"، لان هذا ليس دورها وقد فرض عليها هذا الامر لفترة مؤقته، وقال "اننى اربأ بهذه المؤسسة الوطنية عن الدخول في مستنقعات السياسة ويجب ان يعودوا إلى ثكناتهم من أجل القيام بدروهم الوطنى الشريف المنوط بهم في الزود عن حياض الوطن وارضه وحدوده". وشدد على اهمية تسليح جيش مصر بأفضل انواع الاسلحة، وتنويع مصادر السلاح وإعادة هيكلة وتطوير الهيئة العربية للتصنيع لاستعادة دورها الوطنى في توفير وتلبية احتياجاتنا من السلاح والاعتماد على النفس. وقال إن أهم تحد يواجه الحكومة المصرية حاليا هو التحدى الاقتصادى وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالتحدى الامنى الذى يؤشر لاستقرار الاوضاع ومن ثم استعادة جذب المستثمرين ورؤوس الاموال العربية والاجنيبة وتنشيط عجلة الاقتصاد القومى. ونبه على أن دور المصريين في الخارج ليس فقط مجرد تحويل الاموال إلى مصر وهذا أمر هام ولكن ايضا يجب أن تستفيد مصر في مرحلة ما بعد الثورة من عقول ابنائها في الخارج فهناك نحو 8 ملايين مصرى في الخارج في مختلف التخصصات الهامة يمكن ان يقدموا افكارا ومشاريع ومقترحات تساهم في حل المشكلات، واشار إلى اننا نستورد 3 من كل 5 ارغفة وتقف سفن القمح في عرض البحر لكى تفرض الدول المصدرة شروطها على مصر ومازلنا نعيش على 6% من مساحة مصر. وردا على سؤال حول ما يعانيه المصريون المغتربون في بعض الدول، قال الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إن الامر يستدعى فقط تطبيق القانون الدولى "مبدأ المعاملة بالمثل" لكى نحفظ للمصري كرامته خارج وطنه ولايصح بعد ثورة 25 يناير أن تهدر كرامة المصرى سواء داخل أو خارج مصر، لان النهضة لا يبنيها العبيد بل يبينها الاحرار. وحول مطالبة البعض له بالعودة إلى الاخوان قال "اننى كنت اقطن في منزل من غرفة واحدة والان انتقلت إلى منزل كبير يضم غرف عديدة، مشيرا إلى انه يعبر الان عن مختلف القوى والتيارات السياسية المصرية "اخوان وسلف ويسار ويمين وقوميين. وعن مطالب البعض بتطبيق الشريعة الاسلامية، أكد أن "مصر اسلامية منذ 14 قرنا وأن المادة الثانية من الدستور تنص على أن الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع وإن كان هناك خلل هنا وهناك فانه يمكن معالجته". وحول ماينادى به البعض من الخروج الآمن لاركان النظام المخلوع شدد ابوالفتوح على ضرورة محاسبة كل من تلوثت يده بدماء المصريين واموالهم محذرا من التفريط في دماء واموال المصريين. وقال إن اهل النوبة وبدو سيناء جزء اصيل من الشعب المصرى يجب الاستجابة إلى مطالبهم المشروعة، ودعا إلى تمليك الاراضى في سيناء لابناء سيناء وتوطين 5 ملايين مصرى في سيناء ولاتترك هذه الملايين في العراء بدعاوى وهمية لكى لاتكون فريسة سهلة للصهاينة. وحول تصدير الغاز لاسرائيل ذكر المثل الشعبى الذى يقول "اللى عايزة بيتك يحرم على الجامع" ونحن في حاجة إلى هذا الغاز لمصانعنا وسوف يشتريه المصريون بسعر اعلى من اسرائيل حتى نوفر الغاز المدعوم لفقراء الشعب بدلا من أن يذهب إلى قمائن الطوب والمصانع. وبشأن اتفاقية كامب ديفيد، قال ابو الفتوح "أى اتفاقية او معاهدة في صالح مصر سندعمها ونحافظ عليها وسنرفض أى شيء ضد مصلحة مصر ولن نخضع لابتزاز من أحد ولن نقبل أن يعتدى علينا أحد أو على أى مواطن مصرى. يذكر أن ابو الفتوح الامين العام لاتحاد الاطباء العرب يقوم حاليا بزيارة للسعودية على راس وفد من الاتحاد بدعوة من الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة السعودى..