كشفت مصادر مطلعة عن اجتماع عقده الدكتور أحمد كمال أبو المجد وزير الإعلام الأسبق، مساء اليوم مع الدكتور محمد علي بشر والدكتور عمر دراج، القياديين بجماعة "الإخوان المسلمين" و"التحالف الوطني لدعم الشرعية"، بمقر شركة "المصريون العاملون في الخارج"، التي يرأس مجلس إداراتها، بحضور الدكتور ياسر علي مدير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء سابقًا. جاء الاجتماع وهو الثاني من نوعه في نهاية مهلة منحها أبوالمجد للرد على مبادرته التي كانت قد طرحها في الأسبوع الماضي على القياديين الإخوانيين بهدف الخروج من الأزمة الحالية، وعلى رأسها الاعتراف ب "سلطات الحكم الثوري القائم" ووقف التصعيد الإعلامي ضدها. على الرغم من رد فعل الدكتور محمد علي بشر الذي وصف فيه أبوالمجد بأنه "غير محايد"، إلا أن اجتماع اليوم استهدف إيجاد تسوية حول بعض الأمور الخلافية بشكل يحفظ ماء وجه طرفي الأزمة الدولة والإخوان في ظل ضغوط شديدة تمارسها الجماعة على أبوالمجد لإزالة بعض النقاط من المبادرة، لاسيما المتعلقة بالقبول بالأمر الواقع والاعتذار للشعب. في المقابل، سعى أبو المجد إلى ممارسة ضغوط على جماعة "الإخوان" لإقناعها بتقديم تنازلات قوية تسهل من مهمته في إقناع المجلس الأعلى للقوات المسلحة للقبول بمبادرته. إلى ذلك، كشفت مصادر مقربة من "التحالف الوطني لدعم الشرعية" عن مطالبة أبوالمجد للإخوان بالكف عن مساعي تدويل الأزمة السياسية والتلويح باللجوء لمحكمة الجنايات الدولية فيما يتعلق بفض اعتصام "رابعة العدوية" عبر الجانب التركي، الأمر الذي قالت إنه كان السبب الرئيسي لرفض مبادرته. قالت المصادر، إن هناك توترًا داخل السلطة من إمكانية استغلال "التحالف الوطني" المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي لحالة التوتر التي تشهدها العلاقات المصرية الأمريكية والبرود الذي يحكم علاقة القاهرة بعواصم القرار الدولي في تدويل الأزمة. أضافت أن ذلك يأتي خاصة بعد أن سلم التحالف كاترين آشتون، المفوض الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي ملفًا موثقًا عن أحداث "رابعة". رجحت المصادر أن تجبر المخاوف من التدويل وتصاعد التوتر في الداخل طرفي الأزمة على اللجوء للتفاوض للوصول لحل سياسي للأزمة. في السياق ذاته، رجح المهندس أسامة حافظ، القيادي البارز ب "الجماعة الإسلامية"، حدوث انفراجة في المشهد السياسي خلال الأيام القادمة، مشيرا إلى أن جهود "الجماعة الإسلامية" لم تتوقف لتهيئة المناخ أمام عودة جميع الأطراف لمائدة المفاوضات وإنجاح جهود المصالحة الوطنية. نفى حافظ ما يتردد عن عزم "الجماعة الإسلامية" الانسحاب من "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، مشيرا لاستمرار الجماعة في عضوية التحالف والعمل على تحقيق أهدافه.