هذا ولم يتبق إلا تكسير الكراسي فوق رؤوس الضيوف والمذيعين ، بل وحتى الجماهير في مكان التصوير أو في بيوتها ،،ومناظر الدماء تسيل أعقاب نقاش حاد لم نعد نصدقه ،، وفي الأخر نسميه ( talk show )،،استعراض الفرجة على الكلام ،، هل هذا كلام ؟!!. كان المفترض أن توطد برامج التوك شو مفهوم سلطة الإعلام باستضافة المسئولين على الهواء وكشف الأخبار التي تهم الناس وفضح قضايا الفساد ومحاربتها، وتوضيح الخبايا في الشئون الداخلية والخارجية لبلدنا في مرحلة حرجة ،،معتمدة على الموضوعات والتقارير الخاصة التى يصنعها فريق العمل ، دون العنف اللفظي، وهذا الابتزاز والإغراء، و انتهاك الخصوصيات ، واختلاق أحداث مفتعلة بهدف الإثارة و التنافس للاستحواذ على الجمهور والحصول على الرضا من اصحاب الإعلانات التجارية. أو دعم فكرة استخدام المال السياسي دون ضوابط أو قواعد مهنية تشترط الشفافية والمصداقية والموضوعية حتى تعبر عن الواقع المصري وحقيقته ،،،،،،،بدأت برامج التوك شو بشكل حوار بسيط مع ضيف ،، ثم كان مثلث مذيع وضيف وجماهير هو الأبرز في أشكال هذه البرامج وفي البداية اعتمدت هذه البرامج على موضوعات سياسية ومسئولين رسميين ثم وصلت إلى جميع النقاشات حتى برامج المرأة والشباب ثم امتدت إلى البرامج الحوارية الشعبية التي تعتمد على إثارة الخلافات والاشتباكات بين ضيوفها في كل مجالات الحياة ، سياسة ، فن ، رياضة ، مجتمع ،، حتى التطور الأخير لكنه ليس نهائيا بوصولها إلى مرحلة التوك توك ،، والتوك توك مفرد تكاتك و هو مركبة نارية ذات ثلات عجلات، تستخدم غالبا كوسيلة للانتقال بالأجرة. ينتشر التوكتوك بكثرة في مناطق متفرقة من مصر و المفترض كما جاء في كتالوج الاستيراد الأول من الهند أن يتسع التوكتوك لراكبين فقط بالمقعد الخلفي وصل الأن إلى سعة ثلاثة أو أربعة أو خمسة محشورين بجانب بعض لزوم المكسب وتحقيق أعلى ربحية ممكنة . وربما استمد التوكتوك اسمه من الصوت والتشويش الصادر عنه ،، وحاولت البحث عن سر التسمية لم أجد أكثر من ذلك وهذا كافي جدا لتبرير وتفسير مرحلة التوك توك شو ،، وكما اثارت برامج التوك شو جدلا ، اثار التوك توك نفس الجدل حول ترخيصه وسيره في الشوارع بين الناس محدثا توترا في حركة المرور وغير ملتزم بقواعد نعرفها ، أو حتى قواعد جديدة يتحدثها المسئولون ،، و الجدل حول من يقوده و شرط حصوله على ترخيص من عدمه ، وبلوغ قائد التوكتوك السن القانونية للقيادة ، و ذكره في خطب الرؤساء ،، وأهميته الجماهيرية والشعبية ،، والأغاني والمواد الفنية الحديثة جدا قبل اذاعتها في أي قناة إعلامية أخرى ،،،،،ورغم كل هذه التشابهات إلا أنك تستشعر صدق معاناة التوكتوك وراكبه وسائقه و مشاهديه أكثر ليظل هناك فرق.