رغم تحذيرات النقاد من استمرار أزمة الدراما في مصر خلال عام 2012؛ إلا أنهم توقعوا أن يشهد هذا العام عودة عدد من النجوم غابوا عن الشاشة الصغيرة عام 2011 بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في الشارع المصري، وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لسوق العرض. وقرر عدد من الفنانين، أفلتت نجوميتهم في عام 2011، تحدي ظروف الإنتاج وسوق العرض غير الواضحة؛ وأعلنوا تقديم أعمال درامية؛ مثل يسرا، وعادل إمام، ومحمود عبد العزيز، وإلهام شاهين، ويحيى الفخراني، وغيرهم. يأتي في مقدمة هؤلاء الفنانة يسرا، التي أعلنت عدم تقديم أية أعمال تليفزيونية خلال العام الماضي، والابتعاد عن الظهور الإعلامي؛ بسبب الهجوم الذي تعرضت له منذ قيام الثورة، إلا أنها قررت هذا العام العودة، والبدء في تصوير مسلسل " شربات لوز "، تأليف تامر حبيب وإخراج خالد مرعي، في منتصف يناير الحالي، داخليًا في ديكور بيتها باستوديو مصر. بينما فضل عادل إمام عرض مسلسله " فرقة ناجي عطا الله " في ماراثون رمضان المقبل، في وقت قطعت الفنانة إلهام شاهين شوطًا كبيرًا في تصوير مسلسلها " معالي الوزيرة " المؤجل من العام الماضي؛ لعرضه في رمضان المقبل. ومن الأبطال المعروفين بأعمالهم الشهيرة؛ يعود الفنان يحيي الفخراني هذا العام بمسلسل " الخواجة عبد القادر "، بعد أن اقتصر ظهوره على شاشة رمضان الماضي بعمل كرتوني يحكي قصص الأنبياء. ويبدأ الفخراني تصوير " الخواجة عبد القادر " خلال الأيام القليلة المقبلة؛ حيث تشاركه البطولة " سلافة معمار ". وكانت آخر أعمال الفخراني مسلسل حمل عنوان" شيخ العرب همام " من تأليف عبد الرحيم كمال ومن إنتاج أحمد الجابري، ومن إخراج حسني صالح، وشاركه في بطولته نخبة من ألمع نجوم الدراما في مصر. وبعد غياب يطل النجم الكبير محمود عبد العزيز على الشاشة الصغيرة بثلاثة وجوه مختلفة خلال أحداث المسلسل الجديد " باب الخلق "، إخراج عادل أديب، والذي بدأ بناء ديكوراته في استوديو النحاس، وانطلق تصوير المسلسل. مسلسل " باب الخلق " سيتم تصويره في ثلاث دول أوروبية، ويتناول المسلسل العديد من القضايا المحلية والإقليمية، والتي تمس نسيج المجتمع المصري بمختلف شرائحه، وبشكل جديد لم يتطرق إليه أحد. وتعاقدت شركة " مجموعة فنون مصر " المنتجة للمسلسل مع عدد كبير من النجوم، وهم: صفية العمري، وحمدي أحمد، وتامر هجرس، ودينا، و أحمد فاروق فلوكس، وأحمد فؤاد سليم، ومحمود الجندي، وسناء شافع، وشيري عادل، وعبير صبري، وفاروق فلوكس، وكريم محمود عبد العزيز، ومحسن منصور، وإيهاب فهمي، ودعاء طعيمة، ومحمد سليمان، وعمرو عبد العزيز، والمخرج سمير العصفوري. ويرى الناقد الفني طارق الشناوي أن عودة كبار الفنانين إلى الساحة الفنية يمثل إضافة لسوق الدراما في مصر، التي فقدت كثيرًا بغيابهم العام الماضي؛ رغم استمرار الأسباب التي أدت إلى اختفائهم، وأهمها الوضع الاقتصادي المتدهور بعد الثورة، وخشية المنتجين والموزعين ألا يتم توزيع أعمالهم، وأن تتم مقاطعتها. وقال إن موضوع الأجور الكبيرة لكبار الفنانين يمكن حلها في حالة إصرارهم على تقديم أعمال جيدة، لا تقل في جودتها عن نجوميتهم؛ ما يحقق نسبة مشاهدة عالية، وتتدفق معها الإعلانات وتتسابق القنوات الفضائية على شراء هذه الأعمال وتحقق المعادلة الصعبة. وتوقع ألا تقل معاناة الدراما في 2012 عن مثيلتها في العام الماضي؛ بسبب استمرار الأزمة التي تهدد الكثير من المشروعات الدرامية، ومنها توتر الأحوال السياسية في الشارع المصري؛ بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية بالنسبة لسوق القنوات الفضائية، لكنه شدد على أن " الحل يكمن في العمل الجيد الذي يجذب المشاهد والإعلانات والقنوات ". وتتنافس العديد من المسلسلات هذا العام للدخول في السباق، منها مسلسل " أهل إسكندرية " لمنة شلبي، والذي يبدأ المخرج خيري بشارة تصويره منتصف فبراير المقبل، ومسلسل " سلسال الدم " لعبلة كامل، ورياض الخولي، وأحمد سعيد عبدالغني، والذي يبدأ العمل به خلال الأسبوع الأخير من يناير، و" ابن موت " لخالد النبوي، وعلا غانم، الذي قرر مخرجه سمير سيف بدء تصويره في مدينة الإنتاج الإعلامي خلال النصف الأخير من يناير. أيضًا مسلسلات " النيل الطيب " لحسين فهمي، الذي يبدأ تصويره خلال شهر يناير، وتبدأ غادة عبد الرازق تصوير مسلسلها " مع سبق الإصرار" قريبًا في تايلاند، ومسلسل " أشجار النار " بطولة داليا مصطفى، وفتحي عبد الوهاب، وعبير صبري.