لطالما اعتبر فن الشارع أداة حيوية في التعبير عن الشخصية، بأساليب فريدة من نوعها. وفي أفريقيا، يرتبط الأمر برسم واجهات المحال التجارية والجداريات، ما يمثل أساليب بديلة لشن الحملات السياسية، ودفع الأشخاص إلى الشعور بالإلهام من أجل القيام بالتغيير. ورغم أن فن "الجرافيتي" اعتبر منذ أعوام السبعينيات، بمثابة ثقافة فرعية ترتبط بشوارع مدينة نيويورك والعالم السفلي، إلا أن فن الرذاذ والكتابة على الجدران بات ينتشر في جميع أنحاء العالم، وأفريقيا ليست استثناء. في هذا السياق، تنتشر الأعمال الفنية لمغني الراب الموزمبيقي والملقب ب"شوت ب" في كافة أنحاء العاصمة مابوتو، إذ أن ذلك يساعد الفنان برأيه على مشاركة صوته مع المجتمع المحلي. قال "شوت ب" لشبكةCNN إن "الجدار يعتبر بمثابة كراسة الرسم، حيث أن الشارع هو الفضاء، ويمكن أن يلبي الناس متطلبات الفن، وهذا ما يحفزني." أضاف: "أحب ممارسة الجرافيتي، لأني أعتقد أنه أمر يرتبط بي مباشرة، أنا أعشق الشوارع وتربطني علاقة غرام بعبوات الرذاذ." على خط متصل، تصاعدت مشروعية فن الجرافيتي في عدد من الدول المتقدمة لسنوات عدة، بفضل ارتفاع شعبية بعض الفنانين من عصابات الشوارع ومن بينهم "بانكسي" و"إنفايدر." بطريقة مشابهة ل"شوت ب"، فإن أعمال فنان الجرافيتي الجنوب أفريقي والملقب ب"فالكو 1" يمكن أن توجد على الجدران داخل وحول مدينة كيب تاون الأفريقية. وقال "فالكو 1" إن "فن الهيب هوب شجعني على ممارسة الجرافيتي، ولا أعتبر نفسي حقا فنان شارع ولكن فنان جرافيتي يمارس هواية الكتابة والرسم معاً في الشوارع." رغم أن العديد من مغني الراب ومن بينهم "شوت ب" و"فالكو 1"، يستخدمون "الجرافيتي" كامتداد لفن "الهيب هوب"، إلا أن فن الشارع يقدم لأشخاص آخرين الصوت السياسي الذي يطمحون إليه. في المغرب مثلا، يعطى كل حزب محلي مساحة جدار عامة لتقديم تعهدات الحملة أمام عامة الناس، من خلال الملصقات الانتخابية. وقالت المراسلة الصحفية جولي خو إن "بعض الأطراف لديهم رموز أيقونية تمثلهم، وذلك بدلا من الملصقات، وهم يستخدمون رذاذ الطلاء والإستنسل لرسم صورة رمز الحزب الذي يمثلهم على الجدار". وأضافت أن هذا النوع من الفنون" "يعتبر أقل تبديدا للوقت، وصديقا للبيئة لتوزيع المعلومات حول الحملة. ويسمح الجدار أيضا بأن يتفاعل الأحزاب مع الأشخاص الأميين." بموازاة ذلك في جامبيا حاليا، تستخدم المجتمعات المحلية فن الشارع بمثابة وسيلة لتقديم ثقافتها. والتقط البرازيلي ريمون جيمارايش صورة لوحة جدارية على واجهة إحدى المدارس في منطقة كوبونيه وأرسلها عبر البريد الإلكتروني لشبكة CNN. وصممت اللوحة الجدارية بهدف استقطاب الفنانين للاحتفال بالمجتمع في جامبيا، وتشجيع السياحة في المنطقة. على خط متصل، أوضح جيماريش أن "ثقافة الأفارقة تلهم الفنانين من جميع العصور،" مضيفاً أن "موديلياني وبيكاسو هما مثالان على تأثير المجتمعات الأفريقية في عالم الفن". في السياق ذاته في نيجيريا، التقط إديونج أويماكبان لوحة جدارية مذهلة إلى جانب إحدى الأكاديميات في مدينة لاجوس. ورسم الفنان النيجيري كيمسون اللوحة الجدارية بهدف تقديم الإلهام للطلاب، من خلال عرض الشخصيات النيجيرية المهمة من بينها الناشط الموسيقي والحقوقي فيلا كوتي. في هذا الصدد، قال أويماكبان إن "هذا الفن يقدم قصة حول تحرير العقل، والحرية، ودعم الأشخاص الذين تحبهم، فضلا عن التحفيز على النجاح."