قضية تثير الجدل في الأردن بعد الكشف رسميًا عن استئصال أرحام 64 فتاة معاقة ذهنيًا خوفًا من استغلالهن جنسيًا. كشفت إحصاءات المجلس الأعلى لشئون الأشخاص المعاقين بالأردن عن أن 64 فتاة من ذوات الإعاقة الذهنية يتم استئصال أرحامهن سنويا، خوفا من حملهن إذا تم استغلال عدم إدراكهن وتعرضن للاغتصاب. وتقْدم بعض الأسر على استئصال أرحام بناتهن المعاقات، بصفتها "خطوة احترازية لحماية الفتاة من الاعتداء، ولأسباب تتعلق بالأبعاد الفسيولوجية، بعدم وعيها للتعامل مع خصوصية سن البلوغ". وفيما أدان خبير نفسي هذا الإجراء الذي آثار جدلا مجتمعيا بالأردن، رفض عالم دين إبداء الرأي حوله لحين معرفة رأي الطب. وأوضح د. عادل مدني - أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر - أن استئصال رحم المعاقات لن يحمي الفتيات من الاغتصاب، لكنه ربما يزيد من هذه الحالات إذا أمن مرتكب هذا الفعل من تبعاته إذا عرف أن الفتاة بلا رحم. وقال د. مدني في تصريحات "وكأننا نسهِّل إذن مهمة المغتصب، ونشجعه على فعلته لأنها ستكون بلا دليل". وأشار أستاذ الطب النفسي في الوقت ذاته، إلى خضوع الفتاة لمشرط الجراح لإجراء هذه العملية، مضيفا: "بدلا من أن نوفر لها الحماية من احتمالات تعرضها للاغتصاب، نعاقبها وكأنها مذنبة". ووجّه مدني حديثه للأسر: "بدلا من استئصال الأرحام، قوموا بتدريبهن كيف يصددن أي شخص غريب يشعرن أنه يقترب منهن جسديا". من ناحيته، رفض د. عبد الفتاح علام - عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - إبداء الرأي لحين الاستماع لمزيد من الآراء الطبية حول الموضوع. وقال "الفتوى ليست بالأمر السهل، وما دام أن هذا الإجراء له بُعد طبي لا نعرفه كرجال دين، فلا بد أن نسمع من الطبيب أولًا ثم نفتي".