رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية في عددها اليوم أن الربيع العربى بات الآن أمام مفترق طرق مع تصاعد وتيرة الأحداث فى سوريا فى أعقاب التفجيرات التى هزت قلب العاصمة السورية دمشق أمس مستهدفة مبانى تابعة لأجهزة الأمن والمخابرات. وأوضحت الصحيفة -فى سياق مقال افتتاحى أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت -أن الطموحات والتضحيات والانتصارات التى حققتها الشعوب العربية من خلال ثوراتها وانتفاضتها هذا العام أضحت الآن رهينة ما ستؤول إليه الأوضاع والتطورات الجارية فى سوريا.. وقالت الصحيفة: "إنه فى حال أن سقط نظام الرئيس السورى بشار الأسد وتمكن السوريون فى الحفاظ على وحدة صفوفهم وعدم الزج بالبلاد إلى حرب أهلية فلن يكون هناك شىء يحول دون أن تخطو ثورة الشعب السورى وثورات الربيع العربى فى مسارها صاعدا وإلى الأمام. وأضافت: "إنه إذا ضربت التوترات العرقية والدينية قلب المجتمع السورى فسرعان ما ستتحول البلاد إلى ساحة حرب إقليمية تغذيها المصالح المتضاربة لجيرانها فى المنطقة لتعيد إلى الأذهان سيناريو العراق 2003 أو لبنان إبان حربها الأهلية مما ينذر بأن يعصف بمجريات الربيع العربى والوصول بها إلى طريق مسدود. واعتبرت صحيفة(الجارديان)البريطانية أن الهجمات التى وقعت أمس فى سوريا إنما تدلل على دخول الأزمة السورية إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة، مشيرة إلى الدعوة التى أطلقتها المواقع الجهادية فى محافظة الأنبار العراقية "لإنقاذ إخوانها السنيين" فى سوريا، محذرة من مغبة ما وصفته ب"انفلات" تلك الأجزاء من العراق من قبضة الحكومة العراقية الحالية لتتخذ مما يحدث فى سوريا من اضطربات "مستودعا بشريا" لها. من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إنه إذا كانت الأجهزة الأمنية فى سوريا هى العقل المدبر لتلك الهجمات فذلك ينذر بوقوع المزيد من التفجيرات فى المستقبل على شاكلة تفجيرات أمس، لافتة إلى أن تلك الأجهزة حريصة على إذكاء الذعر بين المواطنين، لاسيما ممن يدعمون التظاهرات المناوئة للرئيس الأسد. وكانت العاصمة السورية دمشق قد شهدت أمس الجمعة وقوع تفجيرين استهدفا مبانى تابعة لأجهزة المخابرات والأمن السوريين وأسفرا عن مقتل 40 شخصا على الأقل وإصابة 100 شخص.. وقالت الصحيفة إن تلك التفجيرات تأتى قبيل ساعات من انطلاق تظاهرات احتجاج ضد إيفاد ممثلين عن الجامعة العربية إلى سوريا للوقوف على آخر التطورات المتعلقة بتعهد الحكومة السورية إنهاء القمع الوحشى ضد المتظاهرين الذين شككوا فى صدق نواياهم.