رأت صحيفة (الجارديان) البريطانية، اليوم السبت، أن الربيع العربي بات الآن أمام مفترق طرق، مع تصاعد وتيرة الأحداث في سوريا في أعقاب التفجيرات التي هزت قلب العاصمة السورية دمشق أمس الجمعة، مستهدفة مباني تابعة لأجهزة الأمن والمخابرات. وأوضحت الصحيفة - في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت - أن جميع الطموحات والتضحيات والانتصارات التي حققتها الشعوب العربية من خلال ثوراتها وانتفاضتها هذا العام، أضحت الآن رهينة ما ستؤول إليه الأوضاع والتطورات الجارية في سوريا.
وقالت الصحيفة "إنه في حال أن سقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتمكن السوريون في الحفاظ على وحدة صفوفهم، وعدم الزج بالبلاد إلى حرب أهلية فلن يكون هناك شئ يحول دون أن تخطو ثورة الشعب السوري وثورات الربيع العربي في مسارها صاعدا وإلى الأمام.
وأضافت "أنه إذا ضربت التوترات العرقية والدينية قلب المجتمع السوري، فسرعان ما ستتحول البلاد إلى ساحة حرب إقليمية تغذيها المصالح المتضاربة لجيرانها في المنطقة لتعيد، إلى الأذهان سيناريو العراق 2003 أو لبنان إبان حربها الأهلية، مما ينذر بأن يعصف بمجريات الربيع العربي والوصول بها إلى طريق مسدود.
واعتبرت صحيفة (الجارديان) أن الهجمات التي حدثت أمس، إنما تدلل على دخول الأزمة السورية إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة، مشيرة إلى الدعوة التي أطلقتها المواقع الجهادية في محافظة الأنبار العراقية "لإنقاذ إخوانها السنيين" في سوريا، محذرة من مغبة ما وصفته "انفلات" تلك الأجزاء من العراق من قبضة الحكومة العراقية الحالية لتتخذ مما يحدث في سوريا من اضطرابات "مستودعا بشريا" لها.
من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إنه إذا كانت الأجهزة الأمنية في سوريا هي العقل المدبر لتلك الهجمات فذلك ينذر بوقوع مزيد من التفجيرات في المستقبل على شاكلة تفجيرات أمس، لافتة إلى أن تلك الأجهزة حريصة على إذكاء الذعر بين المواطنين، لاسيما ممن يدعمون التظاهرات المناوئة للرئيس الأسد.
وكانت العاصمة السورية دمشق قد شهدت، أمس الجمعة، وقوع تفجيرين استهدفا مباني تابعة لأجهزة المخابرات والأمن السوريين، أسفرت عن مقتل 40 شخصا على الأقل وإصابة 100 شخص.
وقالت الصحيفة إن تلك التفجيرات تأتى قبيل ساعات من انطلاق تظاهرات احتجاج ضد إيفاد ممثلين عن الجامعة العربية إلى سوريا، للوقوف على آخر التطورات المتعلقة بتعهد الحكومة السورية إنهاء القمع الوحشي ضد المتظاهرين الذين شككوا في صدق نواياهم.