ديكتاتور هيرتا موللر في القاهرة "ينحني ليقتل"

صدر حديثا، عن سلسلة "الجوائز" التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب "الملك ينحني ليقتل"، للروائية الألمانية ذات الأصل الروماني هيرتا موللر، والحائزة على جائزة " نوبل في الآداب عام 2009، وذلك بترجمة د.وحيد نادر.
ويستعصي كتاب "الملك ينحني ليقتل" بعض الشيء على التصنيف أدبيا، فهوي يحوي مجموعة مقالات وبعض محاضرات، ودراسات في اللغة والأدب، تنتثر فيها سيرة هيرتا موللر الذاتية كما تنتثر في معظم مؤلفاتها سواء كانت شعرا أم نثرا.
وفي الكتاب، يقابل القارئ بين السطور "موللر" ذاتها كذات منسحقة وضائعة ومريضة بالخوف القاتل من زبانية النظام الحاكم في رومانيا، الذين واصلوا ترويعها وترويع أهلها. كما سيقابل جدها الفلاح الفقير المجتهد الذي صار بتفوقه في تجارة الغلال من أصحاب الأطيان، وعاش حتى شهد الشيوعيين يؤممون أملاكه، وبالكاد يسمحون له أن يعيش في بيته الذي بناه.
وسيلتقي القارئ والدتها التي عانت الإجهاد والجوع والرعب والبرد القاتل أثناء تنفيذها حكما بالأشغال الشاقة في الاتحاد السوفيتي.. كما سيقابل أباها الذي لا يصحو من سكره، ربما لجملة هذه الأسباب. وسيقابل وجها لوجه طوال صفحات الكتاب ديكتاتورا لا ينحني أبدا إلا ليقتل.
يذكر أن موللر شاعرة وكاتبة ألمانية من أصول رومانية، ولدت عام 1953 في قرية "نيتسكيدورف" الرومانية، وهي تقع في إقليم "بانات" ذي الأصول الألمانية. ودرست موللر الأدبين الألماني والروماني، وعملت لفترة طويلة كمترجمة. غادرت رومانيا متجهة إلى ألمانيا عام 1987، إثر مطارادات المخابرات الرومانية لها، وعملت في جامعة برلين كأستاذ متخصص في الأدب الألماني.
ويرى بعض الدارسين أن كتابات موللر الأدبية تتماهى مع سيرتها الذاتية، متناولة في معظمها الحياة في رومانيا أثناء حكم تشاوشيسكو وقبضة مخابراته الشرسة، مما جعل الأكاديمية السويدية تكتب قبل منحها الجائزة بأنها كاتبة عكست حياة المحرومين من خلال الشعر والنثر الصريح، فعملها يتلخص في جملة واحدة هي "جماليات المقاومة".
ومن أهم أعمالها "منحدرات" 1986، "فبراير العاري القدمين" 1987، الشيطان يجلس فوق المرآة" 1991، "مسافرون على ساق واحدة" 1989، "حيوان القلب" 1992، "الثعلب كان آنذاك هو الصياد" 1992، "أرجوحة الأنفاس" 2009، "ليتني لم أقابل نفسي اليوم" 2003.
حازت موللر العديد من الجوائز، منها: جائزة "ريكاردا هوخ" 1987، وجائزة "ماري لويز فلايسنر" 1989، وجائزة اللغة الألمانية في نفس العام، كذلك جائزة "دوبلين" العالمية للآداب، وجائزة "فرانز كافكا".