لم يمر الاجتماع الأول للاتحاد النسائي المصري بسلام، فقد تم وسط ظروف عصيبة في المركز الثقافي الألماني بشارع البستان، على بعد أمتار قليلة من أحداث ميدان التحرير الدامية قبل يومين، في طريقي لحضور الاجتماع تعرضت بصفة شخصية لانتهاكات رجال فرقة المظلات بالجيش، حيث كانوا يلاحقون شباب التحرير حتى منطقة الجزيرة بجوار نقابة المعلمين، وعندما حاولت أن أرصد الأحداث بكاميرا الموبايل، اعترضني أحدهم مهدداً إياي بأسلوب أقل ما يقال عنه أنه دنئ. كانت صدمتي في جيش بلادي أكبر من أن أستوعبها بسهولة، فصمتّ تماماً في مواجهته، حتى دفعني داخل سيارتي بعنف، فقدت السيارة مسرعة وقد تملكني الرعب. لم أتمكن بعد هذه الواقعة من استكمال محاولاتي للوصول إلى الاجتماع، خاصة وأنّ الساعة كانت قد تجاوزت الثانية ظهراً، فاكتفيت بالتواصل مع مجلس الإدارة كي أقف على أحداث الاجتماع، في محاولة لإيصالها إلى أكبر قدر من المهتمين بحقوق المرأة المصرية، خاصة ونحن نواجه هجمة ظلامية معادية للمرأة من قبل تيارات الإسلام السياسي. ركز الاجتماع الأول للإتحاد النسائي المصري على الإعلان عن أهدافه والتي تتلخص في كونه يهتم بالنشاط الاجتماعي والثقافي والإبداعي والإعلامي والتعليمي للمرأة، كما أنه جمعية لا تهدف إلى الربح، ولا يسعى إلى تحقيق أهداف حزبية أو دينية أو نقابية، كذلك يعمل على التوسع شعبياً، بحيث يكون مفتوحاً لضم الجمعيات والهيئات والعضوات والأعضاء الجدد، وتشجيع الشابات على الانضمام وتعميق العلاقات الانسانية بين النساء وأعضاء الاتحاد والمجتمع. يهدف الاتحاد أيضاً إلى إيقاظ روح النهضة النسائية ومساعدة المرأة المصرية علي الوعي بحقوقها الانسانية والاجتماعية و مسئولياتها تجاه نفسها والمجتمع، إضافة إلى المساهمة في خلق أجيال جديدة أكثر قدرة علي الفكر الخلاق والعمل الإيجابي للنهوض بالمجتمع والأسرة. يعمل الاتحاد أيضاً على تحقيق الترابط والتواصل بين الأنشطة النسائية في المحافظات بالوجه البحري والقبلي، وتضامن النساء المصريات بعضهن بالبعضوبالنساء الأخريات في الوطن العربي و بلاد العالم. يعتمد الاتحاد في مرجعيته الفكرية على مواثيق حقوق الإنسان، كما يعمل على استكمال مسيرة الحركة النسائية المصرية نحو تحقيق العدالة في جميع القوانين والتشريعات التي تمس حياة النساء الخاصة والعامة، بحيث لا تكون هناك تفرقة على أساس الجنس أو النوع في شتى مجالات الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الثقافية. أما بخصوص أوجه الاختلاف بين الاتحاد النسائي المصري، وغيره من الاتحادات والمراكز والجمعيات النسائية الأخرى في مصر، فقد تم تلخيصها في عدة نقاط، أعلنها أعضاء مجلس الإدارة، وأهمها أن الاتحاد تشكل خلال ثورة 25 يناير، وأنه يضم شابات صغيرات في السن صاحبات فكر مختلف وجديد، إضافة إلى الرجال الذين يشكلون ضلعاً رئيسياً في تكوين الاتحاد. أكد أعضاء مجلس الإدارة أنه لا يوجد لديهم شكل هرمي للسلطة مثل الثورة التي انطلقت بلا قيادة، كما يسعون إلى حل مشاكل المرأة ويحلمون باليوم الذي لا تحتاج نساء مصر فيه، إلى اتحاد نسائي يعمل على تحقيق المساواة بين الرجال والنساء. ويضم الاتحاد بشكل مبدأي أربع لجان، سيبدأ العمل بها فوراً، وهي؛ " الإعلام والنشر" وتختص بمراقبة ما يُكتب عن المرأة في وسائل الإعلام والرد عليها إن لزم الأمر، وكذلك تختص بتشجيع الأدب والثقافة والإبداع. " لجنة التوعية والتنمية"، وتعمل على مساعدة المرأة على الوعي بحقوقها الإنسانية والاجتماعية ومسئوليتها تجاه نفسها والمجتمع. وتعمل لجنة " الدعم الاقتصادي"، على ثقل مهارت المرأة ومساعدتها على إيجاد فرص عمل وتُشكل هذه اللجنة قوة ضغط لإصدار قانون يُلزم صاحب العمل بتعيين نسبة معينة من النساء، لجنة " التعاون"، وغرضها التنسيق مع أي جمعية أو جهة مهتمة بشؤون المرأة محليًا وعربيًا وعالميًا.