ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يرفض الإعلان أو حتى التحقيق في أعداد المدنيين الذين قتلوا إثر الغارات التي قامت بها قوات الحلف على الأراضي الليبية لمساعدة الثوار في الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي.. وأشارت الصحيفة الأمريكية - في تقرير على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت - إلى تصريحات قادة الناتو بأن الحلف استخدم نموذجا حربيا بتكنولوجيا عالية للتفرقة بين المدنيين والقوات الموالية للقذافي، التي كان يستهدفها الحلف.. حيث صرح أندريه فوج راسموسين -الأمين العام لحلف الناتو- في شهر نوفمبر الماضي بأن الحلف قام بالغارات بحرص تام ولكن دون تأكيد وجود قتلى أو مصابين من المدنيين. وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من هذه التصريحات إلا أنها قامت بجولات على أرض الواقع في ليبيا وأجرت العديد من الحوارات مع الناجين والأطباء وشهود العيان وكذلك من التقارير الطبية وشهادات الوفاة والصور .. مؤكدة عثورها على العشرات من المدنيين الذين قتلوا عن طريق غارات الناتو وفيهم حوالى 29 من الأطفال والنساء على الأقل . وأشارت إلى أن بعضهم لقي مصرعه وهو نائم في منزله إثر الغارات .. لافتة إلى أن ما بين 40 إلى 70 شخصا قتلوا جراء غارات حلف الناتو على المواقع الليبية . وأوضحت أن مجموع هذا العدد ليس مرتفعا مقارنة بنزاعات اعتمدت خلالها بعض القوات الغربية اعتمادا كبيرا على قوة الطيران العسكري ، وكذلك يعتبر هذا العدد قليلا بالنسبة إلى إحصاءات بعض الأطباء الذين كانوا يعملون ضد نظام القذافي ، حيث أشاروا في وقت سابق إلى أن العشرات أصيبوا خلال هجمات الناتو . وكانت أوانا لونجيسكو المتحدثة باسم قيادة حلف شمال الأطلنطى فى بروكسل قد أعربت عن أسف الناتو العميق عن أى خسائر فى الأرواح غير أن الحلف أحال مسئولية إجراء تحريات فى الأمر إلى المجلس الوطنى الانتقالى الليبي الذى أبدى قادته عدم اهتمام بالتحقيق فى أخطاء الناتو .