رغم قيام ثورة 25 يناير والإطاحة برموز النظام السابق إلا أن وزارة الداخلية عجزت عن التطهر من رموزها الذين مازالوا يُحكمون قبضتهم على مقاليد الأمور فى الوزارة ولم يستطع محمود وجدى الوزير السابق، أو منصور العيسوى الوزير المؤقت التخلص من تلك العصابة. يأتى على رأس القائمة اللواء رفعت ابو القمصان - مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية ومدير الإدارة العامة للانتخابات ومهندس التزوير فى انتخابات2010 - مازال فى الخدمة يرتع ويلهو ويتقاضى 300 ألف جنيه مرتبًا شهريًا، ويشير تاريخ أبو القمصان، الأسود إلى كونه أحد أبناء جهاز أمن الدولة "المنحل" واشتهر بمحاربته لكل المشتغلين بحقوق الإنسان. الغريب أن "أبو القمصان" مازال يتصدر المشهد ويشارك اللجنة العليا للانتخابات فى الإشراف على العملية الانتخابية التى تشهدها مصر بعد الثورة، ابو القمصان ليس وحده لكنه واحد من كثيرين مايزالون يرتعون فى أبهاء وزارة الداخلية، إلى جانب غيره من أمثال اللواء محسن مراد - مدير أمن القاهرة - الذى شهدت محافظات الصعيد على يديه أسوأ أحداث للفتنة الطائفية، أثناء توليه منصب مدير أمن المنيا، وقبلها أسيوط وذلك فى عصر حبيب العادلى. وعندما قامت الثورة صعد نجم مراد ليتولى إدارة مصلحة الأمن العام لشهور كان أداؤها هو الأسوأ فى تاريخ وزارة الداخلية، حيث زاد الانفلات وتعاظم دور البلطجية وتأثيرهم وكثرت حوادث القتل والخطف والسرقة بالإكراه. ولأننا فى عصر البقاء فيه للأسوأ فقد أُسندت مديرية أمن القاهرة لهذا الرجل فازداد الأمر سوءاً، ومازالت القاهرة تشهد حوادث لم تشهدها قط. وثالثة الأثافى اللواء سامى سيدهم - مساعد الوزير للأمن - الصاعد بسرعة الصاروخ حيث استطاع خلال 10 شهور أن يتدرج فى 4 مناصب خطيرة ليس مؤهلاً لها بالمرة ففى شهر يناير الماضى كان الرجل يلملم أوراقه من مكتبه بمديرية أمن القاهرة التى كان يشغل فيها نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، خاصة بعدما أطاحت الثورة بسنده الأكبر وركنه الركين الذى كان يأوى إليه "حبيب العادلى"، إلا أن الرجل استطاع بالتملق أن يتولى منصب مدير مصلحة السجون، ثم نائب مدير الأمن الاجتماعى، وأخيرًا مساعد الوزير للأمن، وهذا المنصب – الأخير – الذى يمكنه من خلاله التحكم فى كل مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، وعرف عن سيدهم عداؤه الشديد للثورة والثوار، والدليل تصريحاته غير المسؤولة للفضائيات عقب أحداث ميدان التحرير الأخيرة. ويأتى اللواء علاء حلمى الذى كان يعمل مديرًا لمكتب حبيب العادلى، واحتفظ به العيسوى كمدير لمكتب التطوير والمتابعة، بمثابة ضلع آخر فى منظومة فساد قيادات الداخلية، التى - ربما - لا تُختتم باللواء مرتضى ابراهيم - مدير إدارة المساعدات الفنية -والمسؤول عن التنصت على السياسيين وأقطاب المعارضة فى عصر حبيب العادلى ليعيد عهد التنصت مرة أخرى.