استبعد خبير عسكري إسرائيلي احتمال نشوب حرب بين مصر وإسرائيل حتى لو وصلت جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم، مطالبًا بلاده بالتركيز على خطر الإرهاب على الحدود المصرية الإسرائيلية في سيناء، و أنها أكثر خطر من نشوب الحرب. وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق "جيورا أيلند" قد أعد تقرير عن الأحوال المصرية خلال الفترة الأخيرة، و أوضح أنه بالرغم من أن المحللين يقللون من المخاطر المتوقعة من الأحداث الأخيرة التي تشهدها الساحة المصرية، إلا أنه يجب على إسرائيل ألا تتراخى فيما يتعلق بهذا الأمر، حيث إن مصر ستدخل في خضم مرحلة تتسم بعدم الوضوح، والتي لابد من وجود تأثيرات لها على إسرائيل. وأشار خلال تقريره على صفحات "يديعوت أحرونوت" أن تلك المخاطر يمكن تقسيمها إلى نوعين: مخاطر تكتيكية، ومخاطر استراتيجية، و أوضح أن المخاطر التكتيكية يمكن أن تكون ناجمة عن احتمالية تحول سيناء إلى منطقة لا تخضع لسيطرة أي جانب، و تصبح مكانًا لجذب العناصر المعادية لإسرائيل مثل تنظيم القاعدة، لذلك يجب على إسرائيل رفع مستوى جهوزيتها الاستخباراتية لأقصى الحدود، وتعزيز قواتها على الحدود مع مصر، وتسريع عملية إنشاء الجدار الأمني الحدودي في تلك المنطقة، أما بالنسبة للمخاطر الاستراتيجية فتكمن في إمكانية تحول مصر لدولة عدوة، وإمكانية نشوب حرب بين البلدين، لكن هذين الاحتمالين ضعيفين للغاية. وحتى في حالة وصول الإخوان المسلمين للسلطة في مصر؛ فإنها لن تكون راغبة في خوض مواجهة عسكرية مع إسرائيل، مرجعًا ذلك لأربعة أسباب: أولها أن الواقع السياسي السائد في مصر الآن يلزم أي سلطة قادمة أن تركز اهتمامها على استقرار الأوضاع الداخلية في مصر، ثانيًا النظام المصري الجديد سيواجه تحديًا أهم من الدخول في المواجهات مع إسرائيل، و هو تحسين الوضع الاقتصادي – خاصة أن الاقتصاد المصري يعتمد على أربعة مصادر أساسية، وهي السياحة، وقناة السويس، وتصدير الغاز الطبيعي للدول المجاورة، والاستثمارات الغربية- ثالثًا تعلق مصر من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية بالمساعدات الأمريكية، والتي يمكن لأي مواجهة مستقبلية أن تؤدي إلى وقفها، رابعًا يكمن في عدم وجود سبب وجيه لخوض مواجهات عسكرية مع إسرائيل، خاصة بعد انسحاب إسرائيل من آخر ذرة من الأراضي المصرية. و في نهاية تقريره أكد "أيلند" على أنه بناءً على تلك التقديرات؛ فإنه يتعين على إسرائيل خلال الأعوام المقبلة أن تركز على خطر الإرهاب على طول الحدود مع مصر، وليس على احتمالية نشوب حرب بين البلدين.