أعرب العالم المصري وأستاذ الطبيعة البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار بالإسكندرية الدكتور إبراهيم معيزة عن دهشته من الأقاويل التي أثيرت مؤخرا حول موضوع "غرق الدلتا"، مشيرا إلى أن ما أثير في هذا الشأن لا يستند إلى حقائق علمية، وما هو إلا أكذوبة غربية الهدف منها عرقلة التنمية في شمال أفريقيا ومصر. وأشار معيزة في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن الضجة الإعلامية الغربية حول غرق منطقة الدلتا ومدينة الأسكندرية ما هى إلا طريقة لإحداث بلبلة في طريق التنمية. وطالب معيزة بضرورة وجود شبكة معلومات تربط بين العلماء المصريين وشبكات الإعلام المحلية المختلفة لإطلاع الرأي العام على الحقائق العلمية، مؤكدا أهمية وجود مناظرة علمية بين العلماء المصريين ومن يدعون بوجود مخاطر حول غرق شمال مصر خلال السنوات المقبلة، واصفا هؤلاء المدعين بغير المتخصصين في مجال علوم البحار. وقال معيزة إن بعض التكهنات التي تزعم غرق الدلتا بسبب ارتفاع مستوى البحر بعد ذوبان جليد القطبين الشمالي والجنوبي ليس لها أصل من الواقع، مؤكدا أن طبيعة المياه ونظرية أرشميدس تشير إلى أن المياه تتمدد بالبرودة بعد 4 درجات مئوية فوق الصفر، مما يتنافى مع تلك الاجتهادات غير المنسوبة لنظريات علمية. وأكد العالم المصري وأستاذ الطبيعة البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار بالإسكندرية الدكتور إبراهيم معيزة، الذي يشغل أيضا منصب - عضو اللجنة العالمية للتنبؤ والحد من تأثير موجات التسونامي - أن الدراسات العلمية التي أجريت خلال 61 عاما الماضية تؤكد اتجاه العالم إلى عصر جليدي وليس العكس خاصة بعد أن أثبتت الأبحاث العلمية التي قام بها خلال السنوات السابقة انخفاض درجة الحرارة بنسبة 0.3 درجة مئوية، التي اعترفت بها كل المحافل الدولية. وقال معيزة إن إشاعة غرق الدلتا ترجع إلي فترة الثمانينيات حيث أكد بعض المجتهدين في المجال البحري أنه مع حلول عام 2000 ستختفي منطقة الدلتا تماما من خريطة العالم، متسائلا لماذا لم تحدث تلك الكارثة حتى الآن؟ وكشف العالم المصري لجوء الدول الصناعية الكبرى لإلقاء مسؤولية ارتفاع درجة حرارة الأرض على ممارسات الدول النامية، مشيرا الى أن نسبة المصانع بدول العالم الثالث لا تتعدى الربع، وأن انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون لا تتجاوز نسبته 5% من نسبته في الجو. وأشار معيزة إلى تجاهل الحقيقة العلمية التي تؤكد أن الأمطار الطبيعية تقوم بعملية تطهير ذاتي للجو، لافتا إلى أن الإمطار تقوم بأخذ جميع الشوائب والغازات الموجودة في الهواء أثناء هطولها، لافتا إلى أن طبيعة الكرة الارضية ليست ثابتة حيث ترصد الجهات البيئية ارتفاع منسوب البحر سنويا بنسب متباينة عن سطح الأرض منوها إلى أن طبيعة أرض الإسكندرية هى التى تهبط وليس منسوب المياه هو الذى يرتفع، وأن الإسكندرية سيكون مستقبلها تحت سطح البحر مثلها مثل جزيرة كريت. ونوه معيزة إلى أن مدينة الأسكندرية تنخفض بمعدل 2 ونصف ملم سنويا عن سطح البحر وهو معدل طبيعي على مر التاريخ، مما يستلزم أن تغمر مياه البحر مدينة الإسكندرية عشرات الآلاف من السنين. وكشف أن البحر الأحمر يتسع كل عام بمقدار 3 أمتارمكعب وأن البحر المتوسط تصغر مساحته بالنسبة نفسها، مرجعا ذلك أيضا إلى الطبيعة الكونية وطبيعة الأرض التى لا يستطيع أحد التدخل فى تركيبها وتغيرها. ودعا معيزة وسائل الإعلام بعدم الإسهام في تلك الإشاعات، مؤكدا أنهم يستقطبون في أحاديثهم الإعلامية ضيوف غير متخصصين في مجال علوم البحار وأن تفسيراتهم لا تقوم على أي أبحاث أو دلائل علمية.