تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية في تقرير لها اليوم -الخميس- عما إذا كان إبرام أي اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية بين فتح وحماس سيحول دون عقد محادثات سلام بين عباس وإسرائيل. وذكرت الصحيفة على موقعها الالكتروني ان إسرائيل -والتي كانت قد خيرت الرئيس الفلسطيني بين محادثات السلام أو الوحدة مع حماس- تلوم عباس على سعيه لمحاولة جديدة للوحدة الوطنية مع حركة حماس بعد فشل حملته لطلب العضوية لدى مجلس الأمن الأسبوع الماضي. وأوضحت الصحيفة على موقعها الالكتروني ان عباس يدفع من أجل تحديد شهر مايو من العام المقبل موعدا للانتخابات الفلسطينية والتي تعد الأولى من نوعها في غضون 5 سنوات وأنه سوف يرضخ لمطالب حماس بإقالة رئيس الوزراء سلام فياض حتى يمكن تعيين حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة. وأشارت الصحيفة إلى أن المجهودات الجديدة لإعادة المصالحة الوطنية تسلط الضوء على تناقض واضح حيث تنظر إسرائيل إلى تعاون عباس المحتمل مع حركة حماس كتواطؤ مع عدوها اللدود، ولكن العديد من المراقبين يعتقدون أن اتفاق السلام سيكون مستحيل التطبيق طالما ظلت حالة التباعد بين حماس وفتح، حيث تسيطر إحداهما على قطاع غزة والأخرى تسيطر على الضفة الغربية. ونقلت الصحيفة عن الكاتب الإسرائيلي الليبرالي أكيفا إليدر أن الفرصة لا تزال قائمة لعقد إتفاق سلام مع الفلسطينيين، موضحا أنه ليس من الضروري أن تقف حماس أمام دخول عباس في محادثات سلام بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية، مضيفا أنه ماذا عسى حماس ان تقول غير أن عباس مخول للتوصل لاتفاق مع إسرائيل، حيث تراهن على أن إسرائيل ستقوم بالعمل نيابة عنهم بقولها "لا" للمحادثات. وقال إليدر ايضا ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد أن يكون تحت ضغط من أمريكا للتفاوض مع حكومة الوحدة بين عباس وحماس قبل الانتخابات الأمريكية عام 2012، وذلك لأن اللوبي الإسرائيلي في الكونجرس يرفض أي إتفاق مع حماس والتي تم وضعها على قائمة المنظمة الإرهابية من جانب أمريكا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي. وأشارت إلى أن التوقعات بحدوث إنفراجة في المأزق بين فتح وحماس قد زادت بشكل جزئي مع اقتراب الاجتماع المقرر بين الرئيس الفلسطين وخالد مشعل زعيم حركة حماس في القاهرة الأسبوع المقبل حيث إنهما لم يجتمعا منذ شهر مايو الماضي عندما تم توقيع إتفاق الوحدة الوطنية بين فتح وحماس. وكان نتنياهو قد خير عباس في ذلك الوقت بين السلام مع حماس أو السلام مع إسرائيل، لكن عباس أشار إلى عمليات بناء المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس كدليل على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست مهتمة بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.