ربما تشعرون مع قراءة هذه السطور، أنكم تتابعون أحد أفلام الخيال أو الفانتازيا السحرية، لكن يؤسفني ان أقول لكم، إنني أنقل واقعا، وإن لم أستطع أن أجزم مع نهاية رحلة بحثي إن كان حقيقيا فعلاً أم مجرد خيال في رأس بطل الحكاية. هل تخيلت لثانية واحدة أن المخ البشري الذي يستقبل ويرسل ملايين الموجات الكهرومغناطيسية، التي لا تُرى بالعين المجردة يمكن التحكم فيها بواسطة الأقمار الصناعية عن بعد؟ من المنطقي ألا يحدث لكنه من الوارد حدوثه وفقا لما نراه ونتابعه يوميا، من مستحدثات علمية وتكنولوجية، فمن كان يتخيل ستينيات القرن الماضي، أنه بإمكاننا على سبيل المثال ان نعلق قطعة بلاستيكية مستطيلة صغيرة بآذاننا نتحدث من خلالها بدون أي أسلاك! على باب الشقة 206 في إحدى البنايات بشارع رابعة العدوية بمدينة نصر، يقطن بطل الحكاية، المهندس سمير محمد. يفتح باب شقته بوجهه الشاحب ولحيته التي يغلب عليها الشعر الأبيض، عيناه قلقتان وينظر لمن حوله بارتياب. بمجرد أن تدخل عبر الممر الموصل إلى الصالة، يقابلك أثاث متواضع ومنضدة تتوسط المشهد، يستريح عليها جهاز لاب توب قديم، موصل بخط تليفون وأوراق كثيرة مصفوفة بعناية على المقعد المجاور. لم يكن سمير محمد بالنسبة لي، سوى شخص متزن لا يوحي بأي اختلال عقلي، فيما عدا بعض الحركات العصبية التي تصدر من ساقه اليسرى بين الحين والآخر. وبالرغم من هدوئه الشديد إلا أن ما قاله أثار شكي وريبتي؛ "أنا يتم تعذيبي من جهاز أمن الدولة السابق والأمن الوطني الحالي، باستخدام تقنيات متصلة بالأقمار الصناعية، كما يتم تهديدي بالخطف والقتل منتحرا". بهذه الكلمات بدأ سمير محمد -المهندس المعماري- حديثه معي، قائلا : أنا اعمل مهندسا معماريا وكنت أشغل منصب مدير قسم الرسومات الهندسية بشركة لوسنت تكنولوجي الأمريكية لمدة 7 سنوات، سافرت خلالها إلي أمريكا في دورة تدريبية عام 1999، ثم انتقلت للعمل في شركة الكاتيل الفرنسية لمدة 3 سنوات، وعملي كان في منطقة الشرق الأوسط خاصة في قطر والسعودية ومكثت في قطر قرابة سنتين ونصف واثناء سيري في أحد الشوارع هناك سمعت صوتا خافتا ولكنه واضح في أذني يقول لي "إحنا أمن دولة مصر يا ابن ال... ونستطيع أن نصل إليك في أي مكان في العالم"، لم اصدق نفسي وتكرر هذا الصوت مرات ومرات، أوهمت نفسي بأنها تهيؤات فهذه أمور لا يمكن أن تصدق، لكن عندما زاد الأمر عن حده، لم أجد بدا من الذهاب إلى ديوان الأمير في قطر وحاولت أن أقابل أمير قطر لأشرح له ما يحدث لي، اقتادني الحرس وأخبرتهم عن سبب طلب مقابلة الأمير واندهشوا لما قلت، فعزلوني في غرفة حتي اليوم التالي ثم رحلوني الي مصر عام 2008. لم أشأ أن أقاطعه وتركته يكمل حديثه: "عندما عدت إلى مصر لم أستطع قبل اندلاع الثورة أن أتحدث وأفضح ما يقومون به من تعذيب للمواطنين الأبرياء فأنا إنسان مسلم مسالم لم يكن لي نشاط ديني أو سياسي أو مصدر شك لدى الجهات الأمنية وكنت أخاف المرور من جانب أي قسم شرطة شأني شأن كافة المصريين البسطاء. هنا سألته: "ولماذا انت بالتحديد يفعلون بك هذا؟.. من انت ليتم عمل هذا معك؟"، رواغني ولم يفصح عن السبب الحقيقي قائلاً: يفعلون بي ذلك لتعذيبي ولتشويه صورتي لأبدوا كما لو كنت مريضا نفسيا ولو تم اختفائي يقولون أني مريض نفسي إضافة الي أنهم يستمتعون بتعذيبي وأرادوا مني ان انتحر او اقوم بعمل غير مسئول وتملكني الرعب من مغادرة المنزل بمفردي خشية التعرض للقتل أو الخطف! سألته وماهو التعذيب الذي تتعرض له؟ ..فقال: "يتم التعاقب على تعذيبي من خلال 3ضباط كل 24ساعة -وكأنهم يتعاملون معي كفأر تجارب للتدريب على استخدام هذه التقنية وتأثيرها على البشر فيقومون بالتحدث معي بصوت لا يسمعه أحد غيري طبعا يقومون بسبي ووضع المناظر الإباحية في قاع عيني بالاضافة الي حرماني من النوم بسبب الصداع المزمن الذي أشعر به نتيجة الطنين غير طبيعي في أذني والكهرباء التي يسلطوها علي رأسي مما يسبب لي آلاما شديدة وبسببها فقدت وظيفتي حيث كنت أعمل مهندس مواقع بشركة الكاتيل قطر، وكنت أتقاضى مرتبا ممتازا يتجاوز العشرة آلاف ريال، وأنا الآن لا استطيع العمل ولا أجد نفقة أو معاش أقتات منه, وبعدما اندلعت ثورة 25 يناير جاءتني الشجاعة لأن أتكلم وأقول ما يحدث لي فجهاز "أمن الدولة المنحل" لديه اجهزة كمبيوتر متصلة بالأقمار الصناعية تستطيع أن تعذب وتقتل أي إنسان عن بعد، فهم في مكاتبهم وأنا في الشارع يعذبونني باستخدام الكمبيوتر المتصل بالأقمار الصناعية ويستطيعون التعامل مع أجهزة جسدي باستخدام هذه التقنيات التي أمدتهم بها أمريكا وإسرائيل لتعذيب المصريين الأبرياء فهم عملاء لهم ويخدمون مصالحهم ولدي الأدلة العلمية والشواهد التي تثبت صحة كلامي فيوجد موقع www.emhdf.comعلي شبكة الإنترنت يوضح كيفية التحكم في عقل الإنسان من خلال الأقمار الصناعية من خلال الموجات الكهرومغناطيسية، وقد قام هذا الموقع بعمل رسم تخيلي للبرنامج الذي يقوم بتعذيب المواطنين من أجل توعية المواطنين الأمريكان في حالة تعرضهم لهذه النوعية من التعذيب فعليهم بالاتصال بمنظمة العفو الدولية أو الاتصال بالإف بي آي، إضافة إلي كتاب الدكتور الأمريكي جون هول، وهو يتحدث حول هذه التقنيات تحت عنوان "A New Breed: Satellite Terrorism in America"، وأرسلت شكاوى متعددة عبر الفيس بوك والإيميلات الخاصة بالشكاوى، لوزارة الداخلية وبخاصة لمنصور العسيوي وزير الداخلية، وكانت برقم26401300407798بتاريخ4/6/2011 ولم يتم الرد على شكواي وأرسلت شكوى إلى المجلس العسكري وكان رقم البلاغ م32 بتاريخ 4-6-2011 ولم يتم الرد عليها ايضا وشكوى إلى النائب العام والتي حملت رقم14068بتاريخ9/6/20011 وتم تحويلها الى نيابة شرق القاهرة تحت رقم 6936 ومن خلال تعاملي على شبكة الانترنت حصلت على رقم هاتف د.علي السلمي – نائب رئيس الوزراء وكلمته شخصيا ووعدني بالنظر في شكواي وحصلت على رقم تليفون اللواء/ محمود حجازي –عضو المجلس العسكري ولم يرد عليّ وأرسلت له رسالة عبر الموبايل واخبرته عن شكواي، ففوجئت بمدير مكتبه يتصل بي بعدها ويخبرني بأن سيادة اللواء يعتذر لك عن عدم الرد نظرا لانشغاله لكنه قد كلفني باخبارك بأنه مهتم بشكواك وارسلها الى وزير الداخلية مباشرة.. والتعذيب الى الآن مستمر وقد تم استدعائي بمبنى تابع لجهاز المخابرات الحربية نتيجة رسائل أقوم بإرسالها شبه يوميا الى المسئوليين وتم التحدث معي من قبل ضابط برتبة مقدم وقد كان في حالة ذهول غير مصدق ما يحدث لي ولم يكذبني أو يتهمني بالبلاغ الكاذب بالرغم من أن هذه أسرار دولة لكن هم على علم أن اجهزة الدولة السرية كلها تستخدم هذه التقنيات ووعدني برفع شكواي الى أعلى المستويات فلو كنت كاذبا فيما أدعيه لما تركني المسئولون واللواء محمود حجازي لأنني اكشف سرا من الأسرار الأمنية للدولة"! خرجت من عند سمير محمد في حالة ذهول مما قال وتملكني الوجوم فقد تعاملت مع ما قاله على أنه دربا من الخيال، أو نوع من الفكاهة، لكن المفاجأة عندما حاولنا الاتصال بأحد الأرقام التي أعلمنا بها المهندس سمير وكانت بالفعل هي نفسها، مثل هاتف اللواء /محمود حجازي – عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة و الذي اخبرنا أنه ليس لديه صلاحية بالتحدث إلي الإعلام إلا من خلال جهاز الإعلام بإدارة الشئون المعنوية، الأمر الذي جعلنا في حيرة؛ هل أرقام هواتف أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة من السهل ان توجد مع العامة ؟. سألت المقدم عمرو إمام -بإدارة الشئون المعنوية- عن إمكانية حدوث مثل هذه الواقعة فقال لي: وهل تصدق ما تقول؟..فهذا شيء غير مقنع وأشك في حدوث مثل هذه الاشياء, ولكن بالطبع أي شكوى تقدم الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتم بحثها والاهتمام بها ومتابعتها. لكن عبد الرحمن الصاوي، الخبير في مجال تكنولوجيا الاتصالات، أكد لنا أنه يمكن التحكم في العقل الانساني، وتوجد دراسات في هذا المجال ولكن توجد نظريتان في هذا الشأن وهي محل اختلاف من العلماء, فالنظرية الأولى تعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية الخارجة من المخ والتي من خلالها يمكن أن تترجم لقراءتها ومعرفة ما يفكر فيه الإنسان، أما النظرية الأخرى فهي تعتمد على الموجات المستقبلة إلى المخ والتي يمكن أن تتحكم في الموجات وأن توجهها إلى أي إنسان، سيكون هناك ترصد للبشر بمعنى أنه سيكون حالة ترصد لانسان وآخر .. فكل ما قلناه هو عبارة عن دراسات ولا توجد مثل هذه الاشياء في مصر. وينهي عبدالرحمن الصاوي كلامه بتساؤل نتشارك فيه معه: "وحتى ان كان هناك وجود لمثل هذه التكنولوجيا في مصر هل يمكن للجهة التي تملكها ان تسلطها على أي انسان ومن هو الانسان الذي يتم التحكم فيه؟"