في الليل عندما تخفت الأصوات وتموت تمامًا.. تنطلق الصرخات المكبوته تحت ستار الصمت المطبق، والأجساد الخائرة تموت وتتحلل.. تتعفن، تتناهى إلى سمعي حفيفًا صوت خطوات واضحة واثقة مسموعة مصحوبة بهمهمات مبتورة، يرتجف الجسد الخائر أغرق عرقًا، يغوص جسدي في السرير متكورًا على نفسه. على ضوء القمر الشاحب المنسل الساقط فوق الجدران حشرات تتهاوي وأفاعي، عفاريت تتماوج وكلاب مسعورة تنهش لحمًا عفنًا، وأحلام تتراقص سكرى، تتسابق أشكال ودوائر تتداخل وتدور، تمتزج وتتلاشي تمامًا وتخرج أشكالاً أخرى تتلاشي الرؤيا تمامًا، الصوت يحاصرني، اهرب يخرج في خطوط ممدودة عبر الجدران تتلاقي وأذني، أغرق في السرير، أحطمه وإلى الأرض أنفذ، ترفعني ألارض إلى السقف فينطبق عليها، اشهق، تنفرج الجدران وتنضم تعتصرني. أصرخ، الصوت يزمجر في استهزاء، تنفرج الجدران وتنضم، أرقص، تتشابك وتحكم من حولي الأغلال أدور، ذبابة في عش العنكبوت أرقص، أسقط وأقوم يتماوج جسدي في استرسال، يخور ويتهاوى على الأرض أسقط، أدخل في شبه إغماءه، ينضغط الصوت ويتجمع، أرفع رأسي الواهن في استسلام صامًا أذني، يبقر قدمي، رعديدًا مكتسحًا يدخل، يتجمع في رأسي، تتمدد، تحتوي الحجره وتتمدد، اتجشأ الطعام يمر عبر المعدة إلى الأمعاء تتلقفه الخملات وتنزف، يغرق في الإنزيمات إلى مستحلب دهني وأحماض أمينية يتحول، يحمله الدم بضخات القلب يوزعه، جرح سطحي في فخذي يلتئم، بارتفاع السقف تتمدد وبعرض الجدران، أداعب قلبي بيدي أخنقه يتوقف، اتركه مطرقة تعمل، تتمدد، تطاول السماوات السبع، تخطف بصري أضواء باهرة في ألوان الطيف وألوان لم أراه اواسمه عنها، بين ذراعي احتوي السماوات ولما خلفها اتطلع، العالم طفل يحبو خلف امرأة حبلي بالفراغ، أغوص بعمق الأرض يتجمع حولي الدود، أتلاقي ووجوه لها عمر حياة الأرض، أغوص فيها، أسقط، يصدمني جسم حجري الملمس، إتأوه، ينهض من رقدته، أتراجع في خطوات منهكة، جسده الضخم يتقدم نحوي تصعقني كآبة وجهه وأنيابه المسنونة، تموت الصرخة في حلقي، ينشل جسدي تمامًا، أحاول أن اتشبث، يشرع في نشب أظافره في وجههي، استدير وأجري، أسبقه، تشق خطواته الأرض زلازل، يفرد نحوي ذراعه الفولازية محاولاً أن يدفعني، أراوغه وأهرب، يلاحقني بخطواته، أعدو، جسدي ينهار تمامًا، تموت خطواتي، يستميت في عدوه، تحت أقدامه أسقط، فى استهزاء تحاصرني نظراته، ألوذ بقدميه في استعطاف، يقهقه، في استماته في أحاول أن استعطفه أكثر، يصرخ: ماذا تريد؟ أتطلع إليه في عيون حائرة، يصرخ يتردد رجع الصوت، يصم آذاني: ماذا تريد؟ تختنق عيوني، أنكفأ علي وجهي وأبكي، يعيدها ويكررها، تغسل دموعي الأرض لماذا البكاء الآن؟ يأتيني صوته حلمًا يغوص وجهي في الأرض، في جذبة قوية يرفعني، يحيطني الشرر المتطاير من عينيه، ضلوعي تتحطم، اتراجع لا..لا، ينشب أظافره في وجهي، تسيل دمائي ساخنة فواره، أصرخ، تنفرج أنيابه في محاولة لاحتواء عظمي لا ..لا، استجمع كل قواي الخائرة وأدفعه، تزداد وحشيته وحشية، تدب في جسدي قوه لم أعهدها من قبل، بكل ما أحتوى من نبض الحياه أدفعه، يسقط أرتمي فوقه، نتقلب في بركة من الدماء، أجذبه ويجذبني، أعمل يدي في رقبته، يعلوني، نتدحرج لمسافات طويلة، أعلوه، تئن كل خلايا جسدي، أضغط رقبته، تتحجر عيناه، أضغط يرتجف جسده بقوه، أضغط تسكن حركته، أرتمي بجواره في إعياء تام، نافورة من الدماء تنطلق من جسدي، أغط في سكون عميق لوقت طويل، أفيق يرهبني الجسد الملقي بجواري، أرفع رأسي نحوه، أتأكد من تمام سكون حركته تتسمر عيني على وجهه هذه الملامح.. أدقق فيه النظر، أتحسس عيني وعينيه وأذني وأذنيه وخطوط جبهتي مع جبهته، أغرف بيدي من دمائه أتشممها، نفس الرائحة، اللون.. اللزوجة، أبكي، أحتضنه وأبكي، أتمرغ فوقه، تمتزج الدماء ونسبح معًا في بركة من الدماء والدموع صلاح سعد