لا أعرف من المجنون الذي يطلق على قتلى أنصار المعزول محمد مرسى لقب (شهداء )، فالشهادة لها شروط ولا تكون لكل من هب ودب، والشهيد هو من يموت لإعلاء كلمة الحق وليس من يموت من أجل كرسي زائل، والجهاد يكون في سبيل الله وليس في سبيل الإخوان، لكننا نعيش زمنا أغبر أصبح فيه قطاع الطرق شهداء والبلطجية مجاهدين والإرهابيون شيوخا ودعاة.. من هنا على مشايخنا الأجلاء تقنين الأمر، وألا يتركوه على عواهنه، وتحديد من يستحق الشهادة من غيره. ولابد من إجراء تحقيقات فورية فيما حدث فى فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة، ومذبحة رفح الثانية.. إذا كان ما يحدث الآن حربا على الإسلام - كما يزعمون - فكيف يدعم العاهل السعودي موقف الإدارة المصرية فيما تتخذه من قرارات ؟! وكيف تعلن الخارجية السعودية انها على استعداد لقطع العلاقات مع الإدارة الأمريكية إذا ما تعارض ذلك مع علاقتها مع مصر وتدعمها فى ذلك دولة الإمارات والأردن . لا أدري ماذا يقال غير أن الموقف السعودي والإماراتي والأردني هو أعظم وأبلغ رد على الموقف الذى تتبناه الإدارة الأمريكية. هل ما يحدث الآن حرب أهلية؟.. أم حرب ضد الإرهاب ؟ إن ما يحدث فى جميع أرجاء البلاد من اشتباكات سواء بين الإخوان وقوات الشرطة والجيش، أو بين الأهالي ومن حمل السلاح ضد المصريين العزل.. كل هذا لن يسقط مصر أو يعيدها إلى الوراء ، يجب أن نعى جيدا ان الشعب اتخذ قراره وانتهى الأمر فى إعلان الحرب ضد الإرهاب. إننى أعترف و معى كثيرون أن المشهد الداخلى وما يمر به بلدنا الغالى بعد ثورتي 25 يناير و 30 يونيو تنتابه عوامل الارتباك والفوضى والاضطراب بسبب عدم قبول الآخر لواقع التحول الديمقراطي السلمى الآمن والاعتراف بالشرعية الشعبية الجارفة التى أذهلت العالم أجمع أن مصر الجديدة تواجه خطر الإرهاب و الفوضى فالإرهاب لن يستثنى أحدا، كما أن دعوة الآخر ( جماعة الإخوان) للاقتتال الداخلي هنا وهناك تكشف المخططات والسيناريوهات والميادين فى المحافظات ال 27 بلا استثناء بالإرادة الشعبية لمساندة القوات المسلحة والشرطة وجميع مؤسسات الدولة. الأحداث تتوالى .. تسير من سيئ إلى أسوا .. فالجو ملبد بالغيوم والعواصف من كل اتجاه.. والتفكير مشلول.. و رغم كل هذا.. نريد لحظة أمل مشرق لبلدنا.