أصدرت منظمة العفو الدولية بيان بشأن أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها مصر خلال فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وجمعة الغضب الأخيرة. وطالبت المنظمة فى بداية البيان بإجراء تحقيق كامل فى أحداث العنف خلال فض الإعتصامين لما قام تبه قوات الأمن باستخدام القوة المفرطة لتفريق المعتصمين.وأشار البيان أن أحداث العنف غير المتوقعة أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص ومقتل 43 من قوات الأمن. وصرح فيليب لوثر، مدير البرنامج الأفريقي فى الشرق الأوسط التابع لمنظمة العفو الدولية قائلا " بعد الإطلاع على شهادات المشاركين فى الإعتصام والأدلة الأخرى التي جمعتها المنظمة، هناك بعض الشكوك حول استخدام الشرطة القوة المفرطة دون الأخذ فى الإعتبار إلى حياة الأشخاص، ولابد من إجراء تحقيق عاجل ومستقل للوقوف على ملابسات الأحداث"، مضيفا" المتظاهرون استخدموا العنف وفى المقابل كان رد قوات الأمن قاتل ولم تفرق القوات بين المتظاهرين السلميين وغير السلميين". وأشار لوثر أن قوات الأمن منعت المصابين من العلاج متبرا ذلك خرق للقوانين والأعراف الدولية. وذكر البيان أن منظمة العفو أرسلت الباحثين التابعين للمنظمة لزيارة العديد من المستشفيات ومشرحة زينهم والمساجد التي احتضنت القتلى للتعرف على أعداد القتلى والمصابين. وكان التقرير النهائي للباحثين أن الوفاة أو الإصابة كانت بسبب إطلاق الرصاص مباشرة على الجزء العلوي من الجسد.واستند البيان على وصف طبيب فى مستشفى رابعة العدوية أنه تم إخلاء المستشفى من قبل قوات الأمن مستخدمين الغاز المسيل للدموع، مضيفا أنه رأى قناصين على أسطح البنايات المجاورة لمستشفى مرتدين ملابس سوداء. وأضاف الطبيب للمنظمة أنه تعرض للضرب من قبل أحد ضباط الشرطة على رأسه وطرحه على درجات السلم وطلب من الأطباء الآخرين إخلاء المستشفى من المصابين والجثامين وأمر الجنودبإشعال النيران فى المستشفى. وأضاف البيان أن شهود عيان قالوا أن إطلاق الرصاص الحي الكثيف منع الجرحى من الخروج الآمن من المستشفى. وذكرت المنظمة فى بيانها أن حوالي 600 شخص قتلوا فى انحاء مصر فى الأيام الأخيرة من بينهم حوالي 288 قتلوا فى إعتصام رابعة العدوية فقط، ما يشير إلى العنف الشديد الذى استخدمته قوات الأمن لفض الإعتصام. بالإضافة إلى مقتل 3 مراسليين صحفيين أثناء تغتطيتهم لأحداث فض الإعتصام و 3 سيدات وطفل أثناء الإشتباكات. وقال البيان أن القوات المسلحة منعت أعضاء المنظمة المتابعين لأعداد القتلى من دخول مستشفى التأمين الصحي بشارع الطيران والتي كان بها حوالي 52 جثة و200 مصاب جراء الإشتباكات. وقام طاقم المنظمة المكلف برصد أعداد القتلي بزيارة مسجد الإيمان فى مكرم عبيد والذى تحول إلى مشرحة – بحسب البيان – حيث جاء أقارب القتلي للتعرف على جثث ذويهم التي نقلت من رابعة إلى المسجد. وعلق المتظاهرين قائمة بأسماء القتلى على جدران مسجدالإيمان والذين بلغ عددهم 265 قتيل. وقال المتظاهرين لأعضاء المنظمة أنهم استخدموا الحجارة وزجاجات المولوتوف والسيطرة على بعض مدرعات الشرطة لردع قوات الأمن ومنع فض الإعتصام.وذكر البيان أنه بعد فض الإعتصام قام أنصار الرئيس المعزول باستخدام الأسلحة الآلية و قاموا بإحراق مبنى محافظة الجيزة وبعض أقسام الشرطة وإعتقال وضرب بعض أفراد الشرطة.
وفى نهاية البيان طالبت المنظمة السلطات المصرية بإتخاذ الخطوات اللازمة لضمان أمن وسلامة المسيحيين فى مصر الذين تضرروا فى أحداث العنف الأخيرة بعد حرق العديد من الكنائس والمحال التجارية التابعة للمسيحيين.