نريد أن ننشرالإسلام فى مصر.. نريد أن نصبغ مصر بصبغة الإسلام.. أصوات غريبة المنطق والمقصد صارت تملأ الأفق فى مصر الآن.. بشكل يجعلنا نشك فى أنفسنا: هل نحن حقاً فى مصر؟!.. الدولة العربية المسلمة.. ألم يدخل الإسلام مصر منذ ما يزيد على ألف و أربعمائة سنة ؟! يعنى الحمد لله مصر مسلمة و زى الفل.. و طول السنين الألف والأربعمائة دول ومصر شايلة الإسلام فى قلبها وعقلها وشايلة حمل الإسلام على كتافها بتدافع عن دياره.. وبتنشره فى العالم.. ألم تقدم مصر من الأئمة والعلماء على مدار تاريخ الإسلام ؟!.. ألم تنشر مصر الإسلام عن طريق أزهرها الشريف فى كل ربوع العالم ؟! ألم تدفع مصر كيد الصليبيين والتتار عن أهل الإسلام و بلاد المسلمين؟! وهو ما قامت به قبل ذلك مع المسيحية وقبلها مع اليهودية ( وأنبياء لم نقصصهم ).. طول عمرها مؤمنة و الحمد لله.. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. .. إذن .. ما الذى جد ؟! هل دخل الإسلام مصر فجأة فى منتصف السبعينيات مع ظهور البترول فى الخليج ؟! ما الذى جعل هؤلاء ( المدعين) لا الدعاة يرون فى السعودية دولة مسلمة ومصر ليست كذلك ؟! ما الذى جعل تركيا دولة مسلمة ومصر ليست كذلك ؟! و أندونيسيا وماليزيا وحتى أشباه الدول كالصومال وأفغانستان ؟؟ ما الذى طرأ على علاقة مصر بالإسلام منذ منتصف السبعينيات سوى انفجار أسعار البترول فى الخليج (لاحظ أنه بسبب الدم المصرى فى حرب أكتوبر).. فانهالت الأموال على الممالك الدكتاتورية التى لم تقم لها قائمة إلا بضعف الدور المصرى.. ونشر ثقافة البداوة فى ربوع المحروسة.. وتصدير التصور الوهابى المختل للدين الإسلامى على أن هذا هو الإسلام وما دونه كفر! إذن أيها المصريين.. المسألة مش فى الدين .. لأن الدين واحد. المسألة مسالة ثقافة - نعم ثقافة - فالدين لا يتضاد مع بعضه أبداً ولكنها الثقافة التى تتضاد.. نعم.. فالثقافة التى قامت على حرث الأرض وريها وغرسها ومراعاتها وانتظار خروج النبت منها وكأنها الزوجة التى تلد أولادي تتضاد طبعاً مع الثقافة التى قامت على البحث عن أى نبت اخضر لالتهامه.. ثم ترك المكان للبحث عن نبت أخضر آخر لالتهامه.. وهكذا .. دون أى ارتباط ولا علاقات حميمة مع الأرض. المشكلة مش فى إسلامنا.. احنا الحمد لله مسلمين.. المشكلة فى ثقافتنا.. ملامحنا.. حاقظوا على ملامحكم.. يرحمكم الله.