بعد أن أثارت غضباً واسعاً لدى قطاعات عريضة من المصريين، سواء معارضي أو مؤيدي الرئيس "المعزول" محمد مرسي، يبدو أنه قد حان أوان رحيل سفيرة الولاياتالمتحدة آن باترسون إلى بلادها، بعدما تسببت في أزمة سياسية بالغة التعقيد بين القاهرةوواشنطن، وضعت ألغاماَ شائكة في طريق خليفتها. وكشفت تقارير أمريكية أن السفير روبرت ستيفان فورد، والمعروف بين أوساط الإعلاميين والدبلوماسيين في واشنطن وخارجها ب"رجل المهمات الصعبة"، قد يكون مرشح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لخلافة باترسون على منصب سفير الولاياتالمتحدة في مصر خلال الفترة المقبلة. وأثار موقف السفيرة آن باترسون من ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بننظام جماعة الإخوان المسلمين من الحكم، عندما اعتبرت أن عزل مرسي يُعد عدواناً على الشرعية، انتقادات واسعة في الشارع المصري، كما أنها لم تسلم من هجوم قيادات جماعة الإخوان عليها، بعدما بدأت في تعديل موقفها. وبدأت الانتقادات من ناحية معارضي الرئيس مرسي تجاه السفيرة الأمريكية مبكراً، وقبل فترة من ثورة 30 يونيو، بعد بث تسجيل مصور لها أثناء "زيارة سرية" قامت بها إلى منزل نائب المرشد العام للجماعة، خيرت الشاطر، وهي الزيارة التي أثارت كثيراَ من علامات الاستفهام حول المغزى منها. أما السفير روبرت فورد، وبحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، فسبق له العمل في عدد من العواصم المضطربة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، بدءاً من العاصمة البحرينية المنامة، ثم العراقية بغداد، ومنها إلى العاصمة السورية دمشق، حتى الجزائر العاصمة. ومما يعكس صعوبة المهمة الملقاة على عاتق السفير الجديد للولايات المتحدة، التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، في حديثه لصحيفة "واشنطن بوست"، عندما قال إن المصريين لن ينسوا موقف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي أدارت ظهرها لهم، وخيبت آمالهم.