مشكلة حقيقية بدأت تظهر في قنا في الفترة الأخيرة، وخاصة منذ نجاح الثورة، وهي زيادة عدد رواد "الفيس بوك" من النساء بشكل كبير للغاية، مع ملاحظة أن السياسة هي أبرز اهتماماتهن! وهذا الأمر وإن كان محمودًا بشكل عام، إلا أنه -في قنا- أصبح حديث الناس ومثار أسئلة وسبب لمشكلات كثيرة. والسبب أن هناك عددا كبيرا جدا من سيدات قنا المتعلمات، أو حتى أنصاف المتعلمات -أي الحاصلات على مؤهل متوسط- أصبح لديهن صفحات على "الفيس" وأصبحن أيضا يتبادلن الدردشة مع الأخرين. " المشهد" رصدت في محكمة الأسرة بقنا أكثر من خمس قضايا في شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين يتحدث فيها الرجال عن هذا الموضوع، وإن كان باستحياء نظرا لأن المجتمع القناوي هو في النهاية مجتمع مغلق، وهذا الأمر ربما يسيء للرجل قبل المرأة، وهذا طبيعي في هذا المجتمع. الغريب أن هؤلاء السيدات كان من أكبر اهتماماتهن الشأن السياسي، حتى إن معظمهن يضعن شعارات سياسية على صفحاتهن وصورا لمرشحي الرئاسة بديلا عن صورهن والتي تعتبر من المحرمات. أغرب الصفحات التي رصدناها على الفيس للقناويات كانت صفحة اسمها: "نعم أنا قناوية"، وفيها يتم شرح الأكلات المشهورة في قنا وأخر عن الأزياء،وكذا حديث عن مشاكل الأطفال في المدارس، إلا أن هناك حديثا ثريا عن الطبخ والخبز وهى أمور نسائية تماما. والغريب أن هذه الصفحات مفتوحة بمعنى أنها أحيانا يدخل إليها شباب وربما مراهقون ويضعون عليها أشياء غير ملائمة، إلى جانب وجود صفحات بأسماء وهمية مثلا باسم "أم الخير .. نعيمة الفاضية أو فوزية الصعيدية".