الأمر غير مدهش في إيران، فهناك لا حرج في وصف الخميني بروح الله أو ظل الله على الارض الذي لا يجوز معارضته أو مناقشته فى أي أمر من الأمور، لكن تبدو الصورة مثيرة للدهشة عندما تجد أن الخميني يقف على عتبة المحروسة على وشك الدخول، هذه الصورة، يشكلها البعض بحسن نية أو بداعي الحب أو الجهل بصحيح الدين، حيث يضعون شيوخ السلفية فى منزلة فوق البشر، يمنعون بمقتضاها في منزلة مقدسة، رافضين المساس بهم لا بالقول و لا الإشارة .. هذا على الأقل ما يقوله من حاولوا نقد عدد من شيوخ السلفية على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وجدوا في مواجهتهم إتهامات لاذعة، مع شتائم لا تتناسب مع ما يمثله هؤلاء الشيوخ في عقلية العامة، و ضمن معارك الدفاع عن شيوخ السلفية على الإنترنت، تعرض الكاتب الصحفى علاء الغطريفي الذى كتب يعارض الشيخ محمد حسان فى اّرائه السياسية لسيل من الشتائم و الذم فى شخصه و أهله، و اللافت للنظر أن نفس المقال الذى تعرض بالنقد لحسان تعرض ايضا لعمرو خالد بنفس النقد، لكن تعامل أنصار عمرو خالد مع الأمر كان هادئا، وكان الغطريفي ذكر أن الشيخ محمد حسان اتصل به، طالب العمل في قناة فضائية، لكنه لم يوفق في تحقيق هذا الطلب، كما ذكر الغطريفي أنه يعارض موقف الشيخ محمد حسان من المادة الثانية في الدستور ، مشيرا إلى أن حسان كان من مناصري النظام السابق، وهو أمر لم يتقبله أنصار الشيخ وانبروا، ليس في الدفاع عن مواقف حسان، وإنما في توجيه الإتهامات الدينية لخصمه، و قال أحد اتباع حسان فى رد ذي دلالة " اعرف انت بتتكلم عن مين "، بينما اكتفى اّخر بالقول "هذا الكاتب الذى يحاول أن يتسلق على اكتاف العمالقة .. من هو ؟ و ما مكانته حتى يتكلم عن علم من اعلام الاسلام .. طبعا هو ميعرفش يعنى ايه عالم دين .. و النهاردة جاى يسرد التعليقات اللى وصلته .. غباء فكرى انه يحاول الشهرة بهذه الطريقة"، و في راي محب ثالث للشيخ حسان، فإن الغطريفي تجاوز "مالك ومال سيدك الشيخ محمد حسان يا وضيع ولّا حبيت تتشهر من مبدأ خالف تعرف.. أيها الحقير.. أيها الوضيع.. اسبت محلك انتا». و من خلال قراءة مجمل التعليقات التي وضعها أنصار الشيخ حسان يلاحظ أن الجلة الغالبة عليها كانت " اتق الله يا علاء و اعلم ان لحوم العلماء مسمومة .. ربنا يهديك"، في مقابل ذلك ، رد بعض نشطاء الفيس بوك على أسلوب التحقير في التعامل مع المخالفين ، حيث ذكرت سيدة في تعليقها "الاستاذ علاء لم يتعرض للمكانة العلمية للشيخ ولكنه اراد ان يثبت انتهازيته السياسية وهذه حقيقة كان ينبغى على الشيخ ان يناْى بنفسه عنها صيانة لمكانتة العلمية والدعوية، وطالما رضى لنفسه بان يغشى معترك السياسة فعلية ان يتقبل النقد فلا احد هنا فوق النقد"، و لكن لاقت هذه القارئة نفس المصير الذى لاقاه الغطريفي فرد عليه اخر " اتق الله يا اخت "، و قال آخر "رجاء من جميع الاخوة والاخوات عدم الرد بكلام خارج عن نطاق الدين الذي تعلمناه"، فيما كتبت أمل محمد على حسابها ب"الفيس بوك" أن " المشكل فى الأمر هو التعامل مع محمد حسان باعتباره من علماء الدين، فى حين أن حسان لا يملك ما يضعه فى مصاف العلماء، فهو داعية دينى لا يمكن ان نصبغ عليه صفة العالم "، و يزداد الأمر حدة عندما يتعلق الأمر بالشيخ ابى اسحاق الحويني، حيث ظهرت صفحات على "الفيس بوك" متخصصة فى الدفاع عنه ضد مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة و المطالبة بعزله و جمع مليون توقيع لهذا الهدف، واصفين جمعة ب "شيخ الضلالة".