أيام الرئيس الأسبق مبارك، وطوال عمل "عادل الحمصانى" موظف الإضاءة بالتليفزيون المصري، المنتدب للعمل بالقصر الرئاسي، لم يتردد على مسامعه أذان الصلاة، إلا أن الرجل صاحب ال 49 سنة، وجد فى محمد مرسى "الراجل المتدين اللى هيتقى ربنا فينا"، يتذكر المكان الذى أنشأه مرسى إلى جوار مكتبه الذى يجلس فيه دوماً "كانوا بتوع الرياسة فارشين سجاجيد. وحسبما انفردت به صحيفة "الوطن" يروي "الحمصاني" قائلا: بصراحة مع كل أذان كان يسيب المكتب ويروح يصلى"، إلا أنه لا ينسى ذلك الموقف.. رفعت مكبرات الصوت أذان المغرب، كعادته كان "الحمصانى" يجلس حاملاً معدات الإضاءة فى انتظار الأوامر من "أحمد عبدالعاطى" - مدير مكتب الرئيس - سواء بالاستعداد للعمل أو الرحيل، لكنه فجأة رأى الرئيس يخرج لأداء الصلاة، مشاعر "الحُمصانى" دفعته إلى الوضوء ثم الذهاب سريعاً إلى "المصلية" لأداء الصلاة خلف الرئيس "ويا ريتنى ما صليت".. يقولها بحزن، قبل أن يُتابع "فى الرياسة كان لازم نلبس البدل.. وأنا قلعت الجاكتة وصليت ورا الريس". انتهت الصلاة على خير، إلا أن الموظف بقطاع الأخبار فوجئ بمجموعة من أعضاء الإخوان يقتادونه ويتحدثون معه ويسألونه وكأنه استجواب "إنت مين.. وتبع إيه؟"، أجابهم "الحُمصانى" فى هدوء، لكن لحظات قليلة مرت ليفاجأ بضباط الحرس الجمهورى يطلبون منه "كارنيه" التليفزيون، فامتثل ثم فرّ غاضباً خارج ساحة قصر "الاتحادية" ليحاول أحد الضباط استعطافه "معلش يا حمصانى.. دى أوامر والله".. حاول معرفة ما يجرى لتأتيه الإجابة من الضابط: "أصل الريس متضايق عشان إنت صليت وراه من غير البدلة"، امتعض وجه الرجل أكثر فأكثر وخرجت الكلمات الغاضبة من فمه "يا جماعة حرام إللى إنتو بتعملوه معانا ده.. أنا بقالى أكتر من 25 سنة فى الرياسة ومحدش قالى إنت تبع إيه". لم يكن أمام "الحمصانى" سوى الاتصال برئيسه فى قطاع الأخبار ليأتيه الرد "متقلقشى.. الكارنيه هيجيلك".. لم تكن الأزمة معه فى "الكارنيه" - على حد قوله - ولكن فى الإهانة التى تعرض لها وفكرة "ضيق الرئيس من موقف تافه".