عامل إضاءة يدعى "عادل الحمصاني" يتبع قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري كان وراء نجاح ثورة 30 يونيو، وذلك بعد أن كشف للمتظاهرين عن مكان اختباء الرئيس "المعزول" محمد مرسي، عن طريق اتصال هاتفي أجراه بأحد أصدقائه لإبلاغه بوجوده في "دار الحرس الجمهوري". وكان المتظاهرون الذين خرجوا من جميع أنحاء مصر يعتقدون أن مرسي في قصر الرئاسة ب "الاتحادية"، وبدأوا الزحف إلى هناك، إلا أن المعلومة الخطيرة ما إن وصلتهم، حتى غيروا وجهتهم إلى هناك، وهو ما أصابه وأعوانه من الإخوان بالرعب، وأسهم في الإطاحة بالنظام كله. صحيفة "الوطن" انفردت بحوار مع "الحمصاني"، أكد خلاله أنه قضى أكثر من 15 سنة قضاها فى وظيفته بين جنبات القصر الجمهورى، كان يقف وجهاً لوجه مع الرئيس الأسبق مبارك، ومن بعده مرسى، وبطبيعة الحال التقى كل الكبار الوافدين للقصر، من المشير حسين طنطاوى القائد الأعلى للقوات المسلحة سابقاً، إلى قيادات الإخوان. تغير كل هؤلاء وبقى هو فى مكانه، فوظيفته واحدة لا تتغير، وهى إضاءة وجه الحاكم بالمصابيح الكهربائية من أجل صورة أفضل أمام الجماهير. ويروي تفاصيل أول لحظة دخل فيها مرسي للقصر الرئاسي، قائلا: عدل نظارته الطبية، ثم فحص بدلته مزهواً بأنه أول رئيس منتخب لمصر، ترجل من سيارته، ثم فتح له حراس قصر الاتحادية الأبواب، التحية العسكرية كانت له، قابلها بالابتسامة، تجول داخل مقر عمله الرئاسى يرى ما يحويه من مقتنيات ولوحات تاريخية، ثم دلف سريعاً إلى المكتب، تفحص كرسيه بعناية، ثم حاول الجلوس بهدوء، لتستشعر أحاسيسه كل تفصيلة، جلس على المقعد الوثير؛ فارتسمت ضحكة على وجهه، وما هى إلا لحظات حتى أصدر زفيراً حاداً من رئتيه، الجميع ممن حوله شعروا به، بمن فيهم "عادل الحُمصانى"، تنهد تنهيدة المنتصر الذى أتعبته الحروب والصراعات، وكأنه يريد أن يقول للحاضرين "أخيراً.. أنا رئيس الجمهورية".. يصف فنى الإضاءة فى الرئاسة -الذى كانت مهمته ضبط الإضاءة على وجه الرئيس أثناء التصوير أو المؤتمرات الصحفية- لحظة جلوس مرسى على كرسى مبارك بقوله "كأنه عطشان بقاله سنين وواحد إداله شوية ميه بلّ ريقه بيهم".