علق الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، على أحداث الأمس من عزل الرئيس السابق محمد مرسى وكتب عدة تداعيات متوقعة للإنقلاب العسكرى على أول نظام ديمقراطى عربى خلال الفترة الإنتقالية القادمة قائلًا: "ستزداد شراسة أجهزة الأمن وستبسط الداخلية قبضتها الأمنية على مصر لتنتقم من الشباب والشعب الذى فضح ممارساتها فى عهد مبارك، وسيكون شعارها ما قاله اللواء أبو قمر : "احنا أسيادكم " ولن يقدر الجيش على منع الانتهاكات البشعة التى ستحدث خاصة ضد الإسلاميين. وأضاف "العريان" خلال تدوينه له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" ، أنه ستستمر موجات الرفض الشعبى للإنقلاب العسكرى وتنضم قوى وتيارات أخرى للمظاهرات التى بدأت وتزداد قوتها، مشيرًا الى أن بعض القوى الشبابية ستحسم موقفهم من قبل الفتات الذى يلقيه إليه المجلس العسكرى الذى سيدير البلاد أولا من وراء ستار ثم يضطر للخروج إلى العلن. وأشار إلى أنه رغم القمع والتعتيم الإعلامى فى الداخل والخارج ستبدأ تحليلات سياسية وقانونية لمعارضة الإنقلاب العسكرى الذى يستند فقط للقوة الغاشمة ولن يجد المطبلون من المحللين الدستوريين إلا حجة فاشلة هى الشرعية الثورية، مضيفًا الى أنهم نسوا بتأكيدهم عليها يعطون المعارضين لحكم العسكر أقوى حجة للإستمرار فى مناهضته حتى إسقاطه ولو طال الزمن. وقال أن الترحيب الصهيونى والدعم الخليجى وتوقيع الإتفاق مع صندوق النقد الدولى بتأييد أوربى، سيكشف حقيقة القوى الخارجية التى وقفت ضد الثورة المصرية من بدايتها ودعمت عودة نظام مبارك ثم خططت لإنقلاب عسكرى لأنها لاتعترف بحق الشعوب فى الحرية والإستقلال وإمتلاك الإرادة. ونوه نائب حزب الحرية والعدالة عن أن إدارة البلاد الجديدة ستفشل فى حلول حقيقية لمشاكل البلاد، مشيرًا الى أن الفساد سيعود بشراسة لتعويض ما ضاع منه خلال سنة ، وتفشل الحلول التسكينية ولن يعود الاستثمار إلى بلد إضطربت أحواله السياسية، واستأسدت فيه تيارات الفساد المدعومة بإنحراف قضائى يدعم الفاسدين ، وخلال فترة ليست طويلة تزداد متاعب الإقتصاد وتزداد أرقام البطالة، ويزداد الأغنياء غنى فاحش ويزداد حجم الفجوة بين الفقراء الذين يصيبهم اليأس من جديد مع مرور الوقت وبين الأغنياء الذين لن يقبلوا بأى إملاءات عليهم تحد من نفوذهم المالى والاقتصادى والسياسى. وأشار "العريان" إلى أن أوضاع البلاد لن تهدأ خلال الفترة القادمة ولن يكون هناك انتخابات رئاسية مبكرة ولا برلمانية معبرة عن القوى السياسية التى دعمت الإنقلاب أملًا فى السلطة، مضيفًا الى أن الجيش سيضطر الى إلقاء الفتات إليهم دون تمكينهم من إدارة البلاد. ووضع العريان سبل للخطة الإنقلاب التى حدثت، على حد قوله، تتمثل فى : - عدم تمكيين الإسلاميين خاصة ممن يمتلك قدرة تنظيمية - شق الصف الإسلامى، وإرباكهم إذا اختارهم الشعب، وإفشالهم إذا وصلوا لحكم مصر، وإسقاطهم قبل أن يتمكنوا من نجاح يضمن لهم الاستمرار. لكن ليس هناك خطة نجاح لإدارة البلاد برؤية مختلفة عن ذى قبل او اتمام التحول الديموقراطى وهنا "كعب أخيل" الذى لن ينتبه إليه أحد، وستكون نهاية الانقلاب أسرع مما يتصورون. وأضاف أن الشعب المصرى البسيط غير المسيس الذى ظهرت بعض مظاهر الفرح والترحيب عليه أملًا بتحسن الأحوال سيعود من جديد لغضب سريع قد يصل إلى إنفجار شعبى أو ثورة جياع أو يدعم إنتفاضة التحالف الوطنى لدعم الشرعية، خاصة مع ثبات الرئيس على موقفه وزيادة المنضمين لموجات التظاهر وازدياد القمع البوليسى وقمع الحريات ومطاردة الإسلاميين والانتقام منهم وموجات القتل الدموى التى لن يقدر الجيش على منعها. وتخوف العريان من تماسك الجيش ووحدته ووقوفه خلف قيادته، فمع عودة شعارات ثورية من شباب غاضب خارج المعادلة الحالية مثل تلك التى واكبت ثورة يناير ضد الجيش ووصفه بانهم عسكر واتهامهم بكل جريمة تحدث وحدثت سيتعالى هتاف الشباب من جديد يسقط الانقلاب العسكرى، ولا يعرف أحد تداعيات ذلك على الجيش، وقياداته وضباطه. وأختتم العريان تدوينته قائلًا : أنه مع مرو الوقت يتحول الإخوان والإسلاميين من جديد فى التصور الشعبى إلى ضحية ومظلمون ولم يأخذوا فرصتهم كاملة وتعلو موجات تعاطف تدريجيا مع مرور الوقت وتوالى الفشل وإهدار كرامة الشعب وانتقاص الإرادة الوطنية والتبجح العلمانى والإلحادى المستفز لمشاعر المتدينين العاديين.