مصر مشغولة بالسياسة، فهنا مليونية، وهناك وقفة بحثاً عن مطلب، ومع ذلك مازال قطاع من النساء يفكر فى شئون صغيرة جداً، كالمكياج والملابس والموضة وتسريحات الشعر. يشهد "منتدى فتكات" الأكثر زيارة نسائية على الإنترنت، فى الفترة الحالية، نقاشات معمقة، ليس بشأن الوضع فى مصر أو حقوق المرأة أو قوائم الانتخابات، وإنما حول "شياكة وأناقة التركيات فى موديلات 2012، وأحلى الشنط لأحلى البنات". كما يمتلئ هذا المنتدى بالفتيات الشابات اللائى تتفتح قلوبهن على ألوان الموضة وآخر ما نزل الأسواق من موديلات جديدة فى الملابس والبرفانات، حيث ظهرت مواقع إلكترونية خاصة لكيفية لف الإيشاربات بشكل عملى وسلس، ولاقت هذه المشاركات إعجاب كثير من الفتيات. فى المقابل، توجد شريحة أخرى دفعتها السياسة إلى نقاشات جادة وأحياناً عنيفة، حول ما ينبغى أن يكون عليه الوضع مستقبلاً، ومنهن نساء الدعوة السلفية، اللائى وجدن أنفسهن فى قلب العمل السياسى من خلال الأحزاب الدينية السلفية المختلفة لأول مرة فى تاريخهن. بدأت "بنات الدعوة" فى إعداد الدورات التدريبية التى تؤهلهن لذلك، حيث انتشرت المجموعات "الفيسبوكية" ومنها مجموعة "المرأة الداعية"، التى تناقش أسبوعياً قضية دينية تخص المرأة. يبدأ النقاش بين العضوات بتبادل الآراء حول قضية دينية، ثم يتم طرح الموقف الفقهى، قبل أن ينتقلن إلى حوار عن أمور الدنيا يتناقشن فيه كل ما لذ وطاب لهم، سواء فى المجال السياسى أو ما يخص المرأة، فمعظم كلامهن يدور حول مكانة المرأة فى الدين، وكيفية دخول المرأة المجال السياسى. فى مجموعات أخرى، تتناقش نساء الإنترنت حول الشأن الاقتصادى، ومن خلاله يتطرقن إلى ما يخص ربات البيوت، بما فى ذلك أسعار الطعام فى السوق. فى المقابل، مازال شعار "المرأة = الرجل" مرفوعاً فى منتديات أخرى تتسم بالجدية، ومع أن حديث المليونيات والشأن العام، قد جذب المشرفات على هذه المنتديات بعيداً عن تلك القضية، مازال هناك من يتناقش حولها إلكترونياً، فى ظل تأييد واسع من السيدات اللائى خصصن أوقاتهن للدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بمساواتها بالرجل سياسياً واجتماعياً، وربما يكون هذا هو النوع الوحيد من الزهرات ذات الأشواك والتى لا يحب الرجل الاقتراب منها.