فى تظاهرة تعد الأولى من نوعها فى مصر بعد الثورة، لكونها غير فئوية، تجمع أكثر من 10 آلاف من علماء وطلبة الأزهر فى وقفة تضامنية بساحة الجامع الأزهر الشريف، لدعم ومساندة علماء مصر ضد ما وصفوه بالهجمة التى يواجهونها من بعض مشايخ السلفية، والتى تجلت مؤخرا فى الهجوم على الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، وعدد من الرموز الإسلامية الأزهرية عبر القنوات الفضائية والمواقع والمنتديات التابعة لهم. وبدأ المشهد بتوافد المجموعات من كبار العلماء وطلبة الأزهر الشريف والوافدين، برئاسة الدكتور حسن الشافعى -كبير مستشارى شيخ الأزهر- ومشاركة الاتحاد العالمى للتصوف، وعدد من أبناء الطرق الصوفية منذ صلاة الفجر بالجامع الأزهر الشريف اليوم، الخميس، تضامنا مع مفتى الجمهورية، حيث امتلأت ساحات الصلاة بالمتظاهرين الذين تدفقوا من عدة قرى ومراكز ومحافظات الجمهورية، للتأكيد على رفضهم ما وصفوه ب"الاعتداءات اللفظية والاتهامات غير اللائقة من قبل بعض مدعى العلم من التيار السلفى". وأكد المجتمعون فى الجامع الأزهر-فى بيان لهم- أن تعلمهم فى الأزهر يجعلهم يقابلون الإساءة بالصفح لا عن عجز، ولكن تعظيما وتمسكا بالقيم الأخلاقية، وأننا فى المرحلة الدقيقة الراهنة من تاريخ مصر وحفظا لاستقرار الوطن نمد يدنا إلى مصر كلها لعمارة الأرض وبناء الوطن واحترام علماء الأزهر ورموزه. وأكدوا أن الأزهر الشريف هو هوية مصر الحضارية والثقافية والاجتماعية، وأن الأزهر بعالميته هو المرجعية الكبرى للمسلمين فى أرجاء المعمورة، ولن يستطيع أحد ما كان أن يحيده عن دوره أو يقصيه، وأنه وعلماءه وطلابه ومنتسبيه ومحبيه على مستوى العالم، يقابلون الإساءة بالصفح لا عن عجز أو ضعف، ولكن تعظيما وتمسكا وتطبيقا للقيم الأخلاقية والقيم والشمائل والآداب الإسلامية الرفيعة". وقال البيان -الذى يحمل توقيع طلاب المجالس الحديثية الأزهرية وتحت عنوان "نحو نشر القيم والأخلاق النبوية فى المجتمع المصرى" : إن الأزهريين مراعاة منهم للمرحلة الدقيقة الراهنة فى تاريخ مصر، وحفظا لاستقرار الوطن نمد يدنا إلى جموع الشعب المصرى للعمل سويا من أجل عمارة الأرض وبناء الوطن، ورفع المستوى الحضارى والإنسانى للمواطنين. وطالبوا بأداء الحقوق والواجبات، خاصة احترام رموز الأزهر وعلمائه، وإعلاء القيم الأخلاقية فى كل خلافاتنا واحترام رموز الأزهر وعلمائه، مؤكدين أنه لابد من الحفاظ على الأزهر الشريف منهجا ورموزا وتاريخا وتأثيرا، لأن الأزهر منهج معتمد فى نشر مواريث النبوة وأخلاقها. من جانبه، قال الدكتور أسامة الأزهرى رئيس مكتب رسالة الأزهر، إن هناك أصواتا تتنقص رموز الأزهر فدعينا لتلك الوقفة تضامنا مع الأزهر ورموزه ولكى نبرز أننا معشر الأزهريين بفضل الله تعالى قد تلقينا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله سلم رواية ودراية وتزكية وخلقا، وأننا معاشر الأزهريين وأحباب الجامع الأزهر الشريف نريد أن نقف وقفة محمدية، ليس فيها سب أو شتم بل نقابل الإساءة بالصفح، لا عن عجز، ولكن تمسكا بالهدى النبوى الشريف، فنحن أصحاب خلق وورثة النبوة ولا نقابل الإساءة بالإساءة، ولا السباب بالسباب "إنما جزاء من عصى الله فينا أن نطيع الله فيه". وأضاف الدكتور حسن الشافعى مستشار شيخ الأزهر، أن مصر تحفظ فى جناحها آل البيت الكرام، وأشار إلى أن هناك عالم اسمه محمد عبده الصغير تلميذ محمد عبده الكبير، كان يذهب لغسل مراحيض جامع السيدة نفيسة كل فجر، ثم يذهب بعدها إلى الجامع الأزهر ليدرس للعلماء العلوم الشرعية، فكان يعرف لآل البيت قدرهم، "فهذه المكارم نسيها قوم لا نريد أن نسميهم حتى لا ننكأ الجراح، فإذا كانوا عصوا الله فينا وبغوا علينا فسوف نطيع الله فيهم" فهاهم العلماء يغسلون أضرحة آل البيت بينما الآخرون يهدمون الأضرحة. وأضاف الشافعى: "ندعو إخواننا أن ينسوا ما أدخلهم السجن قديما، فعندما سئلوا عن سبب إراقتهم للدماء، قالوا بفتوى علمائنا ثم يعتذرون إلى الشعب المصري، ثم يعودون مرة أخرى". وأكد مستشار شيخ الأزهر، أن الدعوة ليست عبثا ولا لهوا، وإنما بناء أصيل مستفاد من تجارب هؤلاء الأزهريين، مضيفا: "وأقول للآخرين اتقوا الله فى دينكم والمرجعية فى هدى الأئمة الأربعة، فنحن لا نريد الانتقام.. نحن ندافع عن عرض العلماء أمثال الشيخ على جمعة من أن تنالهم الكلمات الظالمة التى تقال فى الفضائيات". فى شأن آخر، انتقد الشيخ محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية، ما وصفه بالهجمة السلفية المسعورة منتقدا الشيخ الحوينى، قائلاً: "كيف يقول شخص إنه أعلم أهل الأرض بالحديث، فمن قال علمت فقد جهل". وحضر الوقفة التضامنية لفيف من كبار علماء الأزهر الشريف منهم الدكتور حسن الشافعى، والدكتور سعد الدين الهلالى، والدكتور طه الدسوقى حبيشى، والدكتور محمود أبو هاشم، الشيخ عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والشيخ محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية، والشيخ أحمد الصاوى شيخ الطريقة الصاوية، والشيخ طارق الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية، والدكتور محمد مهنا شيخ العشيرة المحمدية، كما حضر أتباع الطريقة الفيضية والبيومية وعدد من الطرق الأخرى.