شهدت العديد من محافظات مصر، أمس السبت، أعمال عنف، تراوحت بين القتل وحرق ونهب مقار لأحزاب إسلامية، في تصاعد لوتيرة الأحداث قبل يوم 30 يونيو الجاري، المرتقب أن يشهد مظاهرات مناهضة ومؤيدة للرئيس، محمد مرسي، وسط مخاوف الكثير من المصريين من انزلاق الطرفين إلى اشتباكات دموية. فى مدينة المحلة بمحافظة الغربية، لقي مواطن ينتمي للتيار السلفي، ويدعى كرم رشوان "32 عاما"، حتفه على يد عامل ونجله؛ إثر معاتبته لهما على "سبهما" جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها مرسي؛ جراء "سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد"، على حد قولهما. وتوصلت تحريات الأجهزة الأمنية إلى أن "المجنى عليه ينتمي إلى تيار الدعوة السلفية، ونشبت مشادات كلامية بينه وبين عامل، 45 عاما، ونجله، تطورت إلى مشاجرة قام خلالها الطرف الثاني بالتعدي عليه بسلاح ناري، فأصابه في الصدر؛ مما أودى بحياته". وفي المدينة ذاتها، اقتحم عشرات الأشخاص المجهولين مساء أمس مقر حزب النور السلفي في منطقة "بنزايون"، بعد محاصرته وإلقاء زجاجات مولوتوف عليه، وتمكنوا من نهب بعض محتويات المقر، بينها أجهزة حاسب آلي وأوراق تخص الحزب، ثم فروا هاربين. وقد سادت حالة من الذعر بين الأهالي والمارة جراء إطلاق النار بشكل عشوائي، وقد عاينت أجهزة الأمن مقر الحزب؛ لتحديد التلفيات. وقال أحمد القطان، أمين حزب النور في الغربية، إن "هناك استهداف للملتحين في مدينة المحلة، وإصرار على إقحام حزب النور في الخلافات السياسية بين الإخوان والمعارضين لهم". وفي محافظة الشرقية ، هاجمت مجموعة من المعارضين للرئيس المصري أحد مقرات حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، في مدينة القنايات؛ احتجاجا على سياسات مرسي، وللمطالبة برحيله. وتسبب الهجوم في تخريب واجهة المبنى المتواجد فيه الحزب؛ وإثارة حالة من الرعب بين المواطنين القاطنين في المبنى، والذي أعلنوا أنهم سيتصدون لأي محاولة تخريب من اليوم وحتى مظاهرات يوم 30 يونيو. و استنكر محمد صبري، أمين الحزب، هذا الهجوم، واصفا إياها ب"الهمجي"، ومتهما حركة تمرد المعارضة وأنصارها من بعض القوى السياسية بالمسئولية عنه. وتابع: إن "تمرد وأنصارها بدأوا العنف مبكراً قبل يوم 30 يونيو، وهذا الاعتداء يمثل تطورا نوعيا في استخدام العنف ضد ممتلكات الشعب المصري"، ولم يتسن الحصول على تعقيب من القائمين على حركة تمرد. وفي مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، نظمت حركة تمرد بالدقهلية مؤتمرا عام، بحضور محمود بدر، منسق الحركة على مستوى مصر، وبمشاركة المئات من المعارضين للرئيس المصري. وأعلن بدر عن اجتماع خلال يومين مع قوى المعارضة؛ لطرح رؤية تمرد للنزول السلمي يوم 30 يونيو. وأضاف أن المظاهرات ستتجه في هذا اليوم إلى قصر الاتحادية الرئاسي ، إضافة إلى المظاهرات في جميع المحافظات. وقبل أيام، أعلن حركة تمرد أنها جمعت أكثر من 15 مليون توقيع من مواطنين لسحب الثقة من مرسي. وتهدف مظاهرات المعارضة يوم 30 يونيو إلى الضغط على الرئيس من أجل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، في مقابل دعوات تطلقها قوى إسلامية للتظاهر في اليوم نفسه، دعما لمرسي، بمناسبة مرور أول عام له في منصب الرئيس، الذي فاز به في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد أن أطاحت ثورة يناير بالرئيس السابق حسني مبارك