· إطلاق سراح أسري فلسطينين يهدف لزعزعة قيادة "أبومازن" فى الضفة · بنود سرية فى صفقة شاليط بين القاهرةوواشنطن وتل أبيب وحماس · إتفاق سري لإخراج حماس من دمشق مقابل دعم واشنطن · إيران حاولت التقارب مع الإخوان ، والجماعة اختارت التقرب للمجلس العسكري وأمريكا · حكومة نتنياهو ستدفع ثمن مباحثات واشنطن مع الإخوان
إحتفت كافة الأوساط الإسرائيلية بالتقارير النهائية لصفقة تبادل الأسري للإفراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف لدى حماس "جلعاد شاليط" ، ووصفت إذاعة الجيش الإسرائيلي النبأ بصفحة جديدة فى العلاقات بين القاهرة وحماس وإسرائيل ، وهو ما أثار إستيائها بسبب تقارب القاهرة مع حماس . أما القناة الثانية فقد إعتبرته بمثابة عهد جديد بين القاهرة وتل أبيب . وحلل تقرير لموقع "ديبكا" الإستخباراتى الإسرائيلي الصفقة ، موضحا أن الصفقة لم تكن فقط إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني – بينهم 60 اسيرا متهمين فى قضايا قتل عمد – أو عودة بعضهم للضفة أو للقطاع هو المقابل الوحيد لإطلاق سراح شاليط ، ولكن كانت هناك بنود سرية فى الإتفاقية تم التوصل إليها بين الولاياتالمتحدة ومصر وإسرائيل وحماس ، وأكد التقرير أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي "ليئون بانيتا" فى أوائل أكتوبرالماضي كانت متعلقة بها الأمر . ولكن التقرير الإسرائيلي زعم ان إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني مقابل شاليط بمثابة ضربة قاسية لرئيس السلطة الفلسطينية "محمود أبومازن" ، الذي لم ينجح حتى الآن إلا فى إطلاق سراح عدد قليل من الأسري ، وزعم التقرير أن إطلاق سراح من وصفهم بقادة الإرهاب الفلسطيني للضفة هو تحرك أمريكي إسرائيلي موجه ، يهدف إلى خلق قيادة بديلة فى الضفة لأبو مازن . وأشارت مصادر إستخباراتية من واشنطن لديبكا – المقرب من الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية – أن عملية الإفراج عن شاليط هى جزء من إستراتيجية الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لإخراج حماس وقادتها من دمشق ، الأمر الذي يعتبر بمثابة ضربة قاسية للنظام السوري والإيرانى ولحزب الله وعلاقتهم مع الفلسطينيين . حيث كشف التقرير عن وجود إتصالات سرية كانت بين وزير الدفاع الأمريكي ورئيس المكتب السياسي لحماس "خالد مشعل" بدأت فى الخريف الماضي عندما ظهر للحكومة الأمريكية رغبة "مشعل" وقادة حماس مغادرة دمشق ، لكنهم لا يريدون أن يكونوا جزءا من الثورة ضد النظام السورى .
ولكن من جانب الولاياتالمتحدة وإسرائيل ، فقد كانت هناك نقطة أخري لا تقل أهمية ، وهى موافقة مشعل على الدعم الأمريكي لحماس مقابل الإضعاف التدريجي لعلاقات حماس مع إيران ، وبحسب التقرير فإن القيادة الإيرانية لا تزال تجهل بهذا الإتفاق .
وأوضحت مصادر إستخباراتية ل"ديبكا" أن تلك التغييرات الإستراتيجية فى الشرق الأوسط تأتى بسبب رغبة كل من حماس وحكومة نتنياهو بتحقيق إنجاز سياسي لكل منهما ،وهو ما أكدته القناة الثانية، ولكن السبب الأهم - كما أرجعته المصادر – هو الخلاف السائد فى تلك الفترة بين قادة الإخوان المسلمين فى مصر وبين طهران ، فقد كانت لدى القيادة الإيرانية آمال كبيرة فى الثورة المصرية ، وإستثمرت جهدا كبيرا وأموالا كثيرة لتستطيع التأثير على حركة الإخوان المسلمين فى مصر ، ولكن فى الأشهر الأخيرة تبين أن الإنتخابات البرلمانية القريبة سيحقق فيها الإخوان مكسبا سياسيا كبيرا لذلك فإن الإخوان باتوا قلقين من سياسة التقارب مع إيران ، وبدؤا فى النقارب مع المجلس العسكري أكثر فأكثر وللولايات المتحدة أيضا .
وأشار التقرير إلى نقطة هامة للغاية لاحظها القليلون فى العالم الغربي وفى إسرائيل، وهى أنه قبل زيارة وزير الدفاع الأمريكي الأخيرة للشرق الأوسط فى الثانى من أكتوبر بيوم واحد عقد لقاء أول بين وفد دبلوماسي أمريكي وبين الإخوان المسلمين فى القاهرة ، حيث ترأس الوفد الأمريكي "بيرم جكومر" المسئول الأمريكي عن المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية فى مجلس الأمن القومى الأمريكي . حيث كان هذا هو اللقاء الرسمي الأول بين ممثلين أمريكيين والإخوان المسلمين المصريين.
وأشارالتقرير الإسرائيلي أن حكومة نتنياهو هى التى ستدفع الثمن سياسيا بسبب سماحها لهذا التقارب السياسي بين الولاياتالمتحدة والإخوان المسلمين ، وأن تلك الحكومة هى التى أعطت الموافقة على الإعتراف الأمريكي بالإخوان كقوة سياسية معتدلة .