أشاد خبراء مصريون، بالقرارات التي خرجت بها المباحثات المصرية القطرية التي جرت أمس بالدوحة برئاسة رئيس الوزراء ونظيره المصري، وثمنوا مواقف قطر الداعمة لمصر الثورة، مؤكدين أن قطر تلعب دورا مهما في مساندة ثورات الربيع العربي على جميع الأصعدة، وتواصل دعمها لمصر ودول الربيع العربي، وفتحت أبوابها للمستثمرين المصريين للعمل داخل أراضيها بدون كفيل، وهي خطوة فريدة من نوعها، علق عليها معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال لقائه نظيره المصري الدكتور هشام قنديل، إنها تقدير لدور مصر الكبير والتاريخي. يقول الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، إن قطر بتلك القرارات التي أقرتها أمس، تحاول إخراج مصر من ثلاث أزمات رئيسية تكاد أن تدخل البلاد في منزلق خطير للغاية، فدعم قطر لمصر بثلاثة مليارات دولار، يخفف عبء أزمة تناقص الاحتياطي النقدي بشكل كبير، بعد أن وصل إلى مرحلة حرجة وخطيرة للغاية، في ظل الأزمة السياسية التي يشهدها الشارع المصري على مدار عامين تقريباً. أيضا قرار قطر بدعم مصر بكميات من السولار لحل أزمة انقطاع الكهرباء، خصوصا وأن فصل الصيف كان سيشهد انقطاعا بشكل يضر بالمصانع والمؤسسات المصرية بشكل يزيد الأعباء على الحالة الاقتصادية للبلاد، فقرار قطر بتزويد مصر بالسولار، قرار جاء في وقته، بعد أن بحثت مصر طويلاً في بلاد أخرى ولم تجد من يمول تلك الفجوة، في ظل التناقص الشديد للاحتياطي الأجنبي في البلاد، كما أشاد عبده بقرار فتح الباب أمام الشركات المصرية لكي تعمل في قطر بدون الحاجة إلى كفيل، وهو قرار سيؤدي إلى تخفيف عبء زيادة أعداد البطالة بشكل كبير خصوصا بعد الثورة. ويضيف شريف دلاور أستاذ الإدارة والتنمية الاقتصادية، قطر منذ البداية تساند الثورة المصرية، في حين ترددت دول أخرى في السير على نهج الشقيقة قطر، في ظل الأزمة الكبيرة التي يعاني منها المصريون، خصوصا في الجانب الاقتصادي. من جانبه يرى الخبير الاقتصادي وائل نحاس، أن هذه القرارات مهمة جداً، وعلى الجانب القطري تنفيذها في أسرع وقت، لإنقاذ الاقتصاد المصري المترهل، في ظل تعنت صندوق النقد الدولي تجاه مصر، وتأجيله أكثر من مرة القرض الذي طلبته مصر لحل أزمتها الاقتصادية، والضغوط الدولية الأخرى التي تمارسها بعض الدول على مصر اقتصادياً وسياسياً. ويقول أمين عام حزب العمل والمختص بالشأن الاقتصادي الدكتور حسن الفيل، إن الشعب المصري لن ينسى من وقف بجواره بعد الثورة، وأن قطر تلعب دورا قياديا في تلك اللحظة، لإخراج مصر من كبوتها الاقتصادية الضخمة التي وقعت فيها، بسبب الأزمات السياسية المتتالية بالشارع المصري. ويضيف الفيل: الموقف القطري نبيل وتاريخي، ولن ينساه الشعب المصري، وعلى الحكومات العربية النظر لما تفعله قطر مع دول الربيع العربي، لأن هناك من يتمنى أن تفشل تلك الثورات، بل ويدفع الأموال من أجل ذلك، فيما تقوم قطر بمساعدة مصر وباقي دول الربيع العربي، حتى لا تعم الفوضى تلك البلاد، بسبب الأزمات الاقتصادية المتراكمة من أنظمة فاسدة في مصر وتونس وليبيا. من جانبه يقول الدكتور محمود أبو الوفا الخبير الاقتصادي بجامعة الدول العربية، إن قطر تساند مصر ضد المحاولات الأمريكية لوقف أي مساعدات تصل إلى مصر، وهذا ظهر واضحاً بعد أن أعلنت ليبيا وقفها للاتفاق الذي كان يسمح بتزويد مصر بكميات من السولار، وأيضا حدث نفس الموقف مع العراق، وتأتي قطر لتساعد مصر في ظل تلك الضغوط الأمريكية والأوروبية الواضحة، لضرب الاقتصاد المصري وزيادة العبء على كاهل النظام، وبالتالي زيادة الأزمات بالشارع، ووصول مصر إلى حالة الفوضى الكاملة.