كثف البيت الأبيض من الانتقادات الأمريكية الموجهة للحكومة الباكستانية فيما يتعلق بشبكة "حقانى" المسلحة، واتهامها بإفساح الطريق أمام الشبكة لتواصل ممارساتها فى البلاد دون التعرض لها أو محاولة إيقافها. وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطاينة امس أن المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى أكد مجددا حتمية قطع إسلام آباد علاقاتها بشبكة حقانى، التى تربطها علاقات بتنظيم القاعدة وحركة طالبان. وأضاف كارنى أن الحكومة الباكستانية لابد وأن تعلن عداءها لحقانى وتتخذ إجراءات قوية وفورية ضد هذه الشبكة التى تشكل تهديدا لكل من باكستانوالولاياتالمتحدة. وقد شهدت الأربع وعشرين ساعة الأخيرة تطورات هى الأكثر عدائية بين الطرفين الباكستانى والأمريكى منذ إعلانهما التحالف من أجل محاربة المتمردين منذ نحو عشرة سنوات. فقد خرج رئيس الأركان المشتركة بالجيش الأمريكى الأدميرال مايك مولن بتصريحات زعم فيها أن شبكة حقانى - التى تربطها علاقات بتنظيم القاعدة وحركة طالبان - تعمل بوصفها الذراع الضاربة لوكالة المخابرات الباكستانية. وردا على تصريحات مولن، حذرت وزيرة الخارجية الباكستانية حينا ربانى خار، الولاياتالمتحدة من فقدان بلادها كحليف لها فى حال مواصلتها اتهام الحكومة الباكستانية بمثل هذه الاتهامات. وأعربت خار - فى حديث لإحدى القنوات التليفزيونية الباكستانية - عن رفضها التام لأى تصريحات من الجانب الأمريكى تتسبب فى التقليل من شأن باكستان، محذرة الولاياتالمتحدة من أنها لن تستطيع تهميش الحكومة الباكستانية أو الشعب الباكستانى، وأنه فى حال محاولتها ذلك فإن عليه تحمل التبعات. وكان السفير الأمريكى فى إسلام أباد كاميرون مونتير قد أكد فى وقت سابق وجود دليل يربط بين الحكومةالباكستانية وحقانى، الأمر الذى رفضت باكستان التعليق عليه فى حينه. جدير بالذكر أن شبكة حقانى يقودها القائد المخضرم جلال الدين حقانى الذى لعب ورا مهما فى القتال ضد قوات الاحتلال السوفيتية لأفغانستان خلال الثمانينيات من القرن الماضى، ويشاركه فى قيادة الشبكة فى الوقت الراهن نجله سراج الدين حقانى. وتعتبر الشبكة مسئولة عن تنفيذ هجمات خطيرة فى كابول ومناطق أخرى شرق افغانستان ويوجد مقرها فى منطقة القبائل الواقعة فى إقليم وزيرستان على الحدود الباكستانية-الأفغانية والتى يتردد أيضا أنها مكان اختفاء عناصر تنظيم القاعدة.