سعى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية أمس، إلى تهدئة التصريحات التى أدلى بها المسئول العسكرى الأعلى فى البلاد فى الأسبوع الماضى والتى أعلنت أن المتمردين الذين هاجموا سفارة الولاياتالمتحدة فى أفغانستان فى وقت سابق من هذا الشهر، هم "ذراع حقيقية" تابعة لوكالة المخابرات الباكستانية، حسبما ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية. وأوضحت الصحيفة أن تصريحات الأدميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، التى تتهم مباشرة المخابرات الباكستانية باستخدام شبكة حقانى للهجوم على السفارة الأمريكية، قد أشعلت ضجة دبلوماسية مع قادة باكستان المدنيين والعسكريين، الذين نفوا هذا الاتهام. ونقلت الصحيفة عن جاى كارنى المتحدث باسم البيت الأبيض بعد سؤال الصحفيين له عما إذا كان موافقا على أن شبكة حقانى كانت ذراع حقيقية لوكالة المخابرات الباكستانية فى الهجوم، قائلا، "إن هذا التراشق بالتصريحات ليس لغة الحوار"، مضيفا، "إن إدارة أوباما تجتمع حاليا لتقييم الروابط القائمة بين شبكة حقانى وبين المخابرات الباكستانية، وتحتاج باكستان إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة ذلك". وأشارت الصحيفة إلى أن النواب الأمريكيين يمعنون النظر حاليا فى التشريعات التى تشترط تقديم الولاياتالمتحدة المليارات من الدولارات إلى باكستان على هيئة مساعدات، مقابل التعاون الباكستانى مع أمريكا لمكافحة شبكة حقانى وغيرها من الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة. وتسعى الإدارة الأمريكية إلى الضغط على باكستان عن طريق المساعدات المقدمة لها، لاتخاذ إجراءات أكثر قوة ضد شبكة حقانى المتشددة، دون أن تتمزق العلاقات المتوترة بالفعل، على حد قول الصحيفة. وذكرت الصحيفة أن الرئيس أوباما اجتمع أمس الأول مع كبار مستشارى الأمن القومى فى البلاد لمناقشة بعض الخيارات الممكنة التى تهدف إلى محاربة باكستان للمتشددين على نحو أكثر فعالية، عن طريق الهجمات من جانب واحد على الجماعات المتطرفة وتعليق المساعدات الأمنية لباكستان. وصرحت وزارة الخارجية الأمريكية أمس بأن الإدارة الأمريكية بصدد استكمال الاستعراض النهائى الرسمى للدلالة على أن شبكة حقانى شبكة إرهابية تستهدف القادة الأمريكيين، بعد أن عينت الإدارة بالفعل العديد من قادتها. وصرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بأنها ناقشت هذه المسألة مع نظيرتها الباكستانية هينا ربانى خار، أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلة: "ناقشنا الحاجة الملحة فى أعقاب الهجوم على سفارتنا فى كابول وعلى مقر حلف شمال الأطلنطى". وأضافت كلينتون أن الولاياتالمتحدة لا تزال ملتزمة بمهاجمة أى تهديدات، لا سيما أولئك الذين اتخذوا ملاذات آمنة داخل باكستان، مشيرة إلى أن أمريكا على استعداد للعمل واتخاذ إجراءات من تلقاء نفسها دون الرجوع لباكستان عند الحاجة لذلكس، لكنها شددت على أنه كان هناك جهود باكستانية سابقة ضد القاعدة والمتطرفين الآخرين.