دخلت أزمة الخلافات الحادة بين محافظة كفرالشيخ الممثلة فى المهندس أحمد زكى عابدين محافظ الإقليم وهيئة الأوقاف المصرية ممثلة فى فرع الهيئه التابع لها عامها الثالث، ووصلت إلى طريق مسدود بعد صدور أحكام قضائية لصالح الهيئة تقضى بإلغاء ولاية المحافظين على أملاك الأوقاف، إثر قرار من رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف وقد طعن عليه. وصدر حكم قبول دعوى استيلاء المحافظ بصفته وشخصه على أراضى الأوقاف، خاصة فى مشروع مبارك للاستزراع السمكى المقام على مساحة 1800 فدان شمال الطريق الدولى الساحلى، وبعد أن أنفقت المحافظة على المشروع أكثر من 12 مليون جنيه مساهمة منها لدعم المشروع بمبلغ 20 ألف جنيه على كل فدان سمك من إجمالى مساحة كل قطعة تبلغ مساحتها 2,5 فدان تسلم لكل شاب، بالإضافة إلى إنشاء الشركات للترع والمصارف والبنية التحتية للمشروع. جدير بالذكر أنه فور انتهاء المشروع ضمن مرحلته الأولى وعند التسليم ظهر شريك ثالث فى هذه المساحات عاشوا عليها على مدار سنوات، إلا وهم سكان قرى بر بحرى والبر الغربى الذين أكدوا أن تلك الأراضى هى حق انتفاع لهم وقدموا عقود إيجار ترجع إلى ما قبل عام 1980، وفى أعوام 1990، ولكن تبدد الحلم بعد أن دخلت جرافات الشركات المنفذة للمشروع بإزالة مقابر لهؤلاء المواطنين البسطاء ولم يحصلوا على شىء حتى الآن ومازال المشروع رغم ما أنفق عليه من خزينة ديوان عام المحافظة والتى جمعت من جيوب الغلابة والفلاحين بالضرائب وكارثة تراخيص المبانى يواجه إهدار المال العام بملايين دون فائدة وتقدر ب12 مليون جنيه، بالإضافة إلى تزامن فشل المشروع مع سقوط عهد حكم مبارك، خاصة أنه أطلق عليه اسم "مشروع مبارك للاستزراع السمكى". ويبقى الحال متوقفاً أيضاً فى مساحة 10 آلاف فدان كانت تحت الإنشاء والتخطيط لاستكمال باقى المشروع السمكى وتوزيعه على صغار المستثمرين بالمحافظة، وتم بالفعل تسديد 45 ألف جنيه عن كل اسم مشترك ليحصل على مساحة 4 أفدنة، والتى لم تسلم حتى الآن بسبب الخلافات التى نشبت بين المحافظة وهيئة الأوقاف، ورغم مطالبتهم بعودة تلك المبالغ وعدم رغبتهم فى الاستثمار الزراعى السمكى لما يشوب المشروع من صراعات وخلافات مستمرة. وعلى ساحل البحر المتوسط يبقى مصير 37 ألف فدان فى مهب الريح ومعرضة للنهب وسطوة مافيا وتجار الأراضى، بالاضافة إلى إعاقة حركة الاستثمار فى المحافظة، التى لا تعرف إلا ارتفاع معدل البطالة، علماً بأن تلك الأراضى تقع على ساحل البحر المتوسط بطول 118 كيلو متراً فى أهم مواقع المحافظة الجغرافية، وبالرغم من تأكيد المهندس أحمد زكى عابدين محافظ كفر الشيخ، أن مستقبل مصر فى السنوات المقبلة سوف يكون فى مجال الاستزراع السمكى، موضحاً أن سواحل البحر المتوسط والأراضى الواقعة عليه، وأنها لا تصلح إلا للاستزراع السمكى، نظراً لعدم وجود مورد مياه صالحة للزراعة، مشيراً إلى أن وجود تلك الأراضى على ساحل المتوسط فرصة جيدة لتوفير المياه المالحة أحد العناصر المهمة لتربية الأسماك، وكذلك يتفهم المحافظ لما يأتى بعد ذلك من إقامة مصانع للتعليب والتجفيف الخاص بالأسماك.