في مفاجأة ربما تكون صادمة للكثير نشرت صحيفة «عكاظ» السعودية قصة السبعينية جبعة الزيادي، التي أدركت أن لها حقا في ميراث والديها الشرعى واستعانت بالقضاء لأخذه، ثم صنفها المجتمع السعودى على أنها أول امرأة من (تهامة عسير) تتحرر من قبضة العادات القبلية التي تحرم المرأة من الإرث، بحجة أنها تورث نصيبها لزوجها وأبنائها، لتثبت حقها في نصيبها من ورث والدها الذي تحصلت عليه بالمحكمة، وهو حق حرمت منه نساء المنطقة جميعا. الأكثر دهشة أن أشقاءها استعانوا بمحامين للتشكيك في صحة الصك الذي قدمته لتثبت به حقها، وشهوده والطعن في شهادتهم، فصدر حكم آخر من المحكمة العليا بنقض الحكم الشرعي. وتساءلت الصحيفة فى تحقيقها المثير لماذا تقبل العادات والتقاليد ألا ترى بأسا في تحويل المرأة من سيدة وارثة ولديها ما يسترها من جحيم العوز، إلى فقيرة مصطفة في طابور المستفيدات من (ملاليم) الضمان الاجتماعي.. هل فات على القاضي دراسة حالتها وهي التي تقول: «من سلبني حقي في الميراث لم يراع مرضي وشيخوختي وقلة حيلتي.» وذكرت الصحيفة ايضا ان قضية إرث المرأة ليست الممارسة الوحيدة المخالفة للشريعة، بل تتفاوت من منطقة إلى أخرى، بما يتفق مع عادات أهل المنطقة أو القبيلة. كما أشارت إلى أن استمرار هذه العادات المتوارثة في بعض المناطق والصمت المريب عليها يحتاج منا صحوة دينية تحفظ للمرأة حقوقها.