تحت عنوان "أبواب الجنة"، أصدر المصور الصحافي يوسف القيس كتابه الفوتوغرافي الأول، جامعاً فيه مجموعة لافتة من الصور الفوتوغرافية التي التقطها بعدسته الشخصية لأكثر من 90 باباً، من مختلف أنحاء الإمارات، اجتمع فيها الخشب العتيق والمعدن، الذي صمد في وجه تبدل مزاج الطبيعة وتقلّبات الأيام، وظلال حياة لم تندثر. رحلة آسرة قطعتها كاميرا القيس إلى إمارات الماضي القريب؛ ضمن قيمة جمالية يمكن اختصارها ب"باب الأمس بعين اليوم". يلتقط القيس بحساسية بصرية خاصة تشكيلة غنية من الأبواب القديمة، التي لا تزال تحرس بإباء دورا وبيوتا ومنازل ومؤسسات إماراتية، تقبض بثبات على هوية الأمس، بشغف وحب، عاكسة دفء أهلها وأصالتهم وكرم ضيافتهم. فالباب عنوان البيت، وأبواب الإمارات عتبات وعناوين لحياة من فيها. وغنى الباب إنما يعكس ثراء أهل البيت وغناهم العاطفي وجمالهم الروحي. والباب بقدر ما يحمي من خلفه، ويواريهم، بقدر ما يشي باحتمالات شكل الحياة في الداخل. فإذا كانت عتبة البيت حرف الكتابة الأولى في حكاية ساكنيه، فإن الباب هو السطر الأول في الحكاية، إذ يفتح عينيك وقلبك على الدهشة. تغوص عدسة القيس عميقاً في الأبواب، ملتقطة أدق التفاصيل وأصغرها، كأن بها تسبر روحاً ساكنة أو تستنطق خيالات الأيدي التي طرقتها حباً واشتياقاً وتوقاً عارماً للقاء.