* فن للمرة الثانية يتعرض فيلم "العاشق" للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد للظلم والمنع من العرض، رغم تميزه الفكري والفني، فبعد منعه من المشاركة في مهرجان القاهرة، تم منعه من العرض ايضا في الاوبرا حيث كان الدكتور رفيق الصبان المشرف علي نادي السينما قد قرر عرض الفيلم يوم الثلاثاء الماضي، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا، الا انه فوجيء قبل العرض بإدارة الاوبرا تبلغه اعتذارها عن عرض الفيلم بسبب تلقيهم تهديدات من المعارضة السورية الموجودة في القاهرة، ذلك ان الفيلم من انتاج مؤسسة السينما السورية التابعة للنظام الحاكم. وهنا تبرز عدة اسئلة اهمها: ، هل تعجز ادارة الاوبرا عن حماية منشاتها ضد أي تهديدات؟ وهل يمكن لأي جالية ان تتحكم في فعاليات دار الاوبرا التي تعد من اعرق الاماكن الثقافية والفنية المصرية. وهل وصل الحال بمصر الي هذه الدرجة من الضعف والاستكانة، فيما يخص الامن والارادة؟ اسئلة لا تجد اجابات وافية الا انها تؤكد ان الدولة المصرية في اضعف حالاتها ، كما تبشر بمستقبل مظلم اذا لم تتغير هذه الاوضاع واذا لم تنجح الثورة في تحقيق اهدافها التي تأتي في مقدمتها الحرية ومن سمات الحرية برايي عدم الوصاية علي الجمهور، هذه الوصاية التي تسببت في تعرض نفس الفيلم لظلم واضح في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة، فبعد ان تقرر عرضه في المسابقة الرسمية للمهرجان بإجماع لجنة المشاهدة وأعضاء المكتب الفني، باعتباره فيلم متميز، قررت ماريان خوري مدير المكتب الفني فرض رايها علي الجميع واصرت علي استبعاد الفيلم من مهرجان القاهرة، وكان مبررها لهذا هو ان الفيلم من انتاج مؤسسة السينما السورية التابعة للنظام السوري، حيث يعتبر عرض الفيلم برايها هو اعلان دعم للنظام السوري ضد الشعب، وهو ما اختلف فيه معها تماما، لعدة اسباب أولها ان معظم الافلام السورية من انتاج مؤسسة السينما، وبالتالي لا يعتبر عرض احد افلامها في المهرجان مساندة للنظام السوري ، الا اذا كان الفيلم مساندا لهذا النظام، وللحقيقة فان الفيلم معارض بشكل واضح للنظام وفيه اسقاط مباشر علي بشار الاسد باعتباره ديكتاتورا، وانتقد الفيلم الاوضاع السياسية والاجتماعية في سوريا بشكل جريء، جاء ذلك من خلال رؤية فنية وشكل مغاير قدمه المخرج عبد اللطيف عبد الحميد في الفيلم من خلال قصة مخرج شاب يقوم بتصوير فيلم يحكي فيه سيرته الذاتية ، ومن خلال هذه السيرة يتعرض الفيلم للأوضاع السورية كما ينتقد حزب البعث الحاكم ويسخر منه بشكل مباشر ، وكأنه يعرض لأسباب الثورة السورية وجاءت نهاية الفيلم قوية ومبشرة بنهاية النظام الحاكم الذي يعتمد علي وارهاصات ثورة شعبية. إذن فالفيلم راق علي المستوي الفني والفكري وكان استبعاده من مهرجان القاهرة خسارة كبيرة للمهرجان، خاصة ان دورة هذا العام بشهادة الجميع لم تضم الا عدد قليل من الافلام الجيدة ومع كل تقديري للأستاذة ماريان خوري، وللمجهود الذي بذلته لإنجاح المهرجان في توقيت صعب ووقت قصير، الا انها استسلمت للمزايدات وحرمت مهرجان القاهرة من فيلم مهم. ولم يكن هناك اي سبب منطقي برايي لاستبعاده، الا إذا اعتبرنا ان عرض اي فيلم مدعوم من الدولة لاحد مخرجينا الكبار في اي مهرجان ببلد ما هو دعم للنظام الحاكم، مثل المخرج الكبير يوسف شاهين وصلاح ابو سيف وشادي عبد السلام ، حيث اخرجوا جميعهم افلاما من انتاج الدولة في انظمة مختلفة، كما يصور المخرج محمد خان حاليا فيلمه "فتاة المصنع" المدعوم من وزارة الثقافة، و يستعد مخرجنا الكبير داود عبد السيد حاليا لتصوير فيلم "رسايل الحب" وهو مدعوم ب 2مليون جنيه من وزارة الثقافة التابعة لحكومة الاخوان، كما اخرج من فبل فيلم " رسايل البحر" المدعوم من وزارة القافة التابعة لنظام مبارك فهل يمكن اعتبار عرض افلام داود عبد السيد أو محمد خان في أي مهرجان، بمثابة دعم ومساندة للنظام الحالي ؟ Tags: * فايزة هنداوي * القاهرة مصدر الخبر : البداية