حرصت القرية العالمية، الوجهةالعائلية الأولى للثقافة والتسوق والترفيه في المنطقة هذا الموسم على تنوعها في إختيار الفنانين لعرض فنونهم في الهواء الطلق ووسط المارة من الزائرين ليستمتعوا بثقافات العالم والمواهب البشرية المنتمية لأقطار العالم جمعاً. خصوصاً، بعد أن باتت ملتقى فني يدعم قطاع الفن بمدارسه العديدة والوانه التي لا حصر لها. ولأنها الملتقى الأول من نوعه من حيث التفرد في الفكرة والمضمون وؤريتها الراسخة التي تصب في إسعاد كل من حلّ في رحابها فهي اليوم قد باتت وجهة للفن والفنانين وساحة للرسم والإبداع لتثري الزائرين بتنوع الثقافات والفعاليات والمعروضات التي جاءت من كل حدب وصوب. الرسم بالفحم للعام الثامن على التوالي، يعرض الفنان جوبي تشاكو مهاراته في الجناح الهندي بالقرية العالمية وهو الملقب بفنان الوجوه. إذ يرسم الوجه بالفحم في مدة اقصاها خمس دقائق بعد أن غلبت عليه موهبته وخفة اصابعه حتى غدا فنه مصدراً رئيسياً للرزق. وقال جوبي: "احب فني كثيراً وهو مصدر رزق وفير بالنسبة لي. فأنا احب رسم الوجوه وهنا ارسم اعداداً كبيرة من الوجوه التي تنتمي لأكثر من 200 دولة مختلفة. أحب الأجواء هنا لأن القرية العالمية مكان متجدد نابض بالحياة". وأضاف عن فنه: "منذ العام 2004 حتى اليوم رسمت حوالي 45,000 وجه، وأرغب في رسم المزيد من الوجوه. كل وجه بالنسبة يمثل لي عالم بكامله وتمثل العيون 50% من اللوحة". الرسم بالقلم وعلى هامش الرسم بالفحم يجلس الرسام نيجاش مومداكيان عند الناصية الأخرى في الجناح الهندي حاملاً قلماً من الرصاص وادواته الخاصة ليعرض فنه اللسنة الأولى في القرية العالمية. يتسم فنه برسم الوجوه والأشكال الطبيعية والكاريكاتور. ولا يقل عن منافسه في الناحية الأخرى من الجناح، ويتمتع بموهبة فنية عالية حيث يرسم الزائر خلال بضع دقائق بقلم من الرصاص. وقال: "أنه العام الأول الذي اشارك به في القرية العالمية وسط هذه الأجواء الرائعة. ليس لدي الكثير لأعرضه سوى موهبة فنية التقط فيها تعابير الوجه وجمال اللحظة لزوار هذا الملتقى الفني الغني بالثقافات. الناس بكل أطيافهم وجنسياتهم يحبون الفن ويقدرونه. فمعظم المارة هنا في الجناح الهندي يقفون وقفة طويلة ليتأملوا أعمالي. أنا أرسم الوجوه والعائلات لتبقى ذكرى جميلة. عمري الفني بدأ منذ ولادتي. لا أعرف مهنة غير الرسم بعد أن تركت المدرسة كي اترك لأصابعي العنان والتقط ما تفشل عين الكاميرا في التقاطه. كثير من الزائرين يتركون لي صورهم ويطلبون مني رسمها بقلمي أو بالريشة، وهكذا أفعل. سعادتي تكتمل بسعادة الآخرين عندما انتهي من رسم صورهم". وبالنسبة للفن في الهواء الطلق أكد نيجاش: "أحببت الأجواء هنا في القرية العالمية لأنني اجلس وسط المارة وأتواصل معهم من خلال فني. لا اتقاضى مالاً كثيراً للوحة الشخصية، فأنا فقط سعيد بممارسة الرسم الذي طالما أحببته منذ صغري". الرسم بالألوان الزيتية على القماش أو الورق ويجلس الرسام عبد الرحمن عبد المجيد في الجناح التركي ويستخدم الألوان الزيتية على القماش أو الورق لرسم الوجوه والصور. وللمرة الثانية على التوالي يؤكد الفنان الذي درس الفن في روسيا واوزباكستان عن حبه للقرية العالمية لانها مكان تجتمع فيه ثقافات عديدة قائلاً: "لا اشعر بالملل هنا، فأنا ارسم طوال الوقت واتكلم مع الزائرين ولا تكتمل سعادتي الا برسم الابتسامة على وجوههم لما اقدمه من لوحات فنية تنال إعجابهم". وعن سبب اختياره للقرية العالمية: "أنا معتاد على هذه الأجواء لأنني أعيش في انطاليا وهي احد اكثر الأماكن استقطاباً للسائحين في تركيا. ولكن خلال موسم تشغيل القرية العالمية يبدأ موسم الشتاء في تركيا، لذا فالقرية العالمية في دبي تعتبر وجهة اخرى للإصطياف بالنسبة. أحب كثيراً التعرف على عادات وتقاليد الشعوب في هذه المنطقة". وبالحديث عما يميز فنه، قال عبد الرحمن: "أهم ما يميز لوحاتي هو تلك الخطوط الواضحة والبعد الذي اعطيه للوجه الذي يجلس أمامي. بالنسبة لي أهم ما اعشق رسمه واستغرق فيه وقتاً طويلاً هو الشعر، احب كثيراً الغوص في تفاصيل الشعر وعكس ما اراه في مخيلتي، لأن تلك التفاصيل تميز لوحاتي عن غيري من الفنانين". وبالنسبة لعبد الرحمن فالرياح تجري بما تشتهي السفن لأنه الرسام الوحيد في جناح تركيا دون أي منافس. وما أن يبدأ برسم أحد الوجوه حتى يجد طابوراً من الزائرين، كل ينتظر دوره لمعرفة الخفايا التي قد يلتقطها عبد الرحمن بريشته. الرسم على القماش بالفرشاة الهوائية يعرض الفنان شامين مانوهانسا براعته في الرسم على القماش أمام الجناح السيرلانكي. ويجسد الفنان الموهوب الوجوه والمناظر من خلال فرشاة هوائية وحبر الأكريليك. وقد تعلم شامين في مدارس عديدة للفن تضم النحت والرسم والديكور والجداريات والشلالات المائية وأعمال الإسمنت. فمنذ الثالثة من عمره استقى الفن من والده الذي كان مدرساً للفنون وصاحب ورشة للأعمال الفنية في سريلانكا. وبالحديث معه قال: "أهوى الفن بأنواعه من رسم ونحت وأعمال يدوية وتصميم. وللمرة الثالثة اعرض فني في الهواء الطلق بالقرية العالمية حيث يجتمع النساء والرجال والأطفال لمشاهدتي عندما ابدأ بعمل لوحة لأحد الزائرين. لقد قمت برسم الجناح السريلانكي من الخارج وصممت المجسم الخارجي ونفذت الكثير من الأعمال هنا في القرية العالمية. حصلت على جوائز كثيرة في مشاريع فنية منذ أن كنت في المدرسة. الفن يسري في دمي وأحب إظهار عملي ليستمتع المارة بهذه الدقائق التي اتمكن من خلالها من رسم الوجه أو الشخص الذي يقف امامي. أفضل فنوني تصب في هذه الفرشاة الهوائية لأنها تظهر تدرجات من اللون الأسود وتعطي الصورة ما اراه في مخيلتي". واضاف: "احب القرية العالمية لأنها كل أمسية تستقطب جماهير جديدة ينتمون لجميع قارات العالم وهذه السنة الثالثة التي اشارك فيها هنا"