كشف الباحث "بروس ريدل" خبير الشئون السياسية بمركز "سابان" التابع لمعهد أبحاث بروكينغز، عن أن الوضع الصحي المتدهور للملك السعودي وولي عهده، بالإضافة إلى الفقر المستشري في السعودية، يعملان كالنار تحت الرماد، وان المملكة تستعد تدريجيا للثورة. ويرى ريدل ان استمرار هيمنة آل سعود على مقدرات البلاد رهن بالمحافظة على الوحدة القائمة بين آل سعود والوهابيين، لكنه يحذر في نفس الوقت من نار تحت الرماد قد تؤدي الى ثورة حيث يقول " 60% من السعوديين هم في سن العشرين او اقل وغالبيتهم لا يأملون بالحصول على اي عمل ، كما ان 70% من السعوديين عاجزون عن الحصول على سكن لهم ، و 40% منهم يعيشون تحت خط الفقر، هذا في حين ان العائلة المالكة المكونة من 25 الف امير تستأثر بالاراضي الخصبة وتنعم بنظام يمنح البعض منها الحقوق والبعض الاخر الاموال، أضف الى ذلك ان الايدي العاملة في هذا البلد هم اجانب يقدر عددهم بحوالي 8 مليون عامل في حين ان المواطنين السعوديين يبلغ عددهم 19 مليونا فقط". ويعتقد ريدل ان رصد الملك السعودي ل 130 مليار دولار لتقديمها كمنح للموظفين وتنفيذ بعض المشاريع الاخرى بعد تفجر الربيع العربي ما هو الا اجراء شكلي لامتصاص غضب الشارع، هذا فضلا عن ان هناك تحديات اخرى قد "تتسع رقعتها او قد تتفجر مثل قضية الحجازيين في غرب المملكة والشيعة في شرقها، الطائفتان اللتان تعانيان من تمييز طائفي ومؤسساتي مقيت". وتلمح الدراسة الى التمييز الجنسي الذي يشكل احد اهم السمات التي يشتهر بها التوجه الوهابي في مختلف انحاء العالم ويقول "ان المشكلة التي تتفاقم اكثر فاكثر في السعودية هي ان عدد النساء المتعلمات يزداد كل يوم ليلتحقن بركب سابقاتهن العاطلات عن العمل وما يكشف عن مدى جسامة المشكلة هو النساء يشكلن نسبة 60% من المتعلمين في المملكة ولا يحصل سوى 12% منهن على وظيفة ولذلك حاول الملك عبد الله امتصاص غضب هذه الشريحة ايضا عبر اصدار قرار بتعيين البعض منهن في مجلس الشورى - تلك الهيئة الاستشارية البحتة التي لا تملك اية قوة - الامر الذي اثار سخط المؤسسة الوهابية". وأشار ريدل الى تأخر تغيير الاجيال في السعودية واستمرار وتيرة التوارث وولاية العهد وتعيين الامير «مقرن بن عبد العزيز»، شقيق الملك "عبدالله" كنائب ثان لرئيس مجلس الوزراء يعني ان الحلقة الداخلية للامراء الذين هيمنوا على الحكم لاكثر من نصف قرن مازالت تحافظ على قوتها . موضحاص أن الامير مقرن والملك عبد الله وولي العهد سلمان جميعهم من الجيل الاول لاولاد عبد العزيز مؤسس المملكة ، وهذا الجيل يهيمن على السلطة في السعودية منذ ستة عقود وقال ريدل ان الملك عبد الله هو افضل الملوك السابقين حيث قام ببعض الاصلاحات حسب قوله وان الامير مقرن قريب منه في توجهاته، محذراً ان "الحكومة السعودية الثالثة ستواجه قريبا تحديا مفاجئا ينبع من مسالة الخلافة فمنذ وفاة عبد العزيز بن سعود عام 1953 والخلافة يتم تداولها بين ابنائه الذين نقص عددهم فضلا عن انهم طاعنون في السن ويعانون من امراض شتى ". ويختم المقال بالتنويه الى ان السعودية ينبغي ان تختار احد الاحفاد للخروج من مازق القيادة الهرمة ويتابع بما انه لا يوجد اي قانون متفق عليه بشان آلية القيام بهذه الخطوة فالخيار الوحيد المتاح حاليا هو اختيار احد الابناء كما في السابق وهذا يعني ان المملكة ستدخل في المستقبل القريب الى عالم جديد لا يتمتع قادتها فيها بتلك الشرعية السابقة حتى في داخل العائلة ولا ننسى ان الحكومة السعودية الاولى والثانية سقطت بسبب النزاعات الداخلية على الخلافة .